تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٧ - الصفحة ٣١٣
السابق
توسلوا إلى التخلص من العذاب بالاعتراف فتارة اعترفوا بحصول اليقين كما حكاه الله عنهم في قوله: " ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون " ألم السجدة: 12، وتارة اعترفوا بذنوبهم كما في الآية المبحوث عنها وقد كانوا يرون أنهم أحرار مستقلون في إرادتهم وأفعالهم لهم أن يشاؤا ما شاؤوا وأن يفعلوا ما فعلوا ولا حساب ولا ذنب.
ومن ذلك يظهر وجه ترتب قولهم: " فاعترفنا بذنوبنا " على قولهم: " أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين " فالاعتراف في الحقيقة مترتب على حصول اليقين بالمعاد الموجب لحصول العلم بكون انحرافاتهم عن سبيل الله ضلالات وذنوبا.
والمراد بقولهم: " أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين " - كما قيل - الإماتة عن الحياة الدنيا والاحياء للبرزخ ثم الإماتة عن البرزخ والاحياء للحساب يوم القيامة فالآية تشير إلى الإماتة بعد الحياة الدنيا والإماتة بعد الحياة البرزخية وإلى الاحياء في البرزخ والاحياء ليوم القيامة ولولا الحياة البرزخية لم تتحقق الإماتة الثانية لان كلا من الإماتة والاحياء يتوقف تحققه على سبق خلافه.
ولم يتعرضوا للحياة الدنيا ولم يقولوا: " وأحييتنا ثلاثا وإن كانت إحياء لكونها واقعة بعد الموت الذي هو حال عدم ولوج الروح لان مرادهم ذكر الاحياء الذي هو سبب الايقان بالمعاد وهو الاحياء في البرزخ ثم في القيامة وأما الحياة الدنيوية فإنها وإن كانت إحياء لكنها لا توجب بنفسها يقينا بالمعاد فقد كانوا مرتابين في المعاد وهم أحياء في الدنيا.
وبما تقدم من البيان يظهر فساد ما اعترض عليه بأنه لو كان المراد بالاحياءتين ما كان في البرزخ وفي الآخرة لكان من الواجب أن يقال: " أمتنا اثنتين وأحييتنا ثلاثا " إذ ليس المراد إلا ذكر ما مر عليهم من الإماتة والاحياءة وذلك إماتتان اثنتان وإحياءات ثلاث.
والجواب أنه ليس المراد هو مجرد ذكر الإماتة والاحياء اللتين مرتا عليهم كيفما كانتا بل ذكر ما كان منهما مورثا لليقين بالمعاد، وليس الاحياء الدنيوي على هذه الصفة.
وقيل: المراد بالإماتة الأولى حال النطفة قبل ولوج الروح، وبالاحياءة الأولى ما هو حال الانسان بعد ولوجها، وبالإماتة الثانية إماتته في الدنيا، وبالاحياءة الثانية
(٣١٣)
التالي
الاولى ١
٤٠٦ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 سورة فاطر 4
2 (سورة فاطر 1) كلام في الملائكة. (بحث قرآني) 11
3 (15 - 26) كلام في معنى عموم الانذار. (بحث عقلي) 37
4 سورة يس 60
5 سورة الصافات 118
6 (الصافات 1 - 11) كلام في معنى الشهب. (بحث قرآني) 123
7 (114 - 132) كلام في قصة إلياس عليه السلام. (بحث قرآني وروائي) 158
8 1 - قصته في القرآن. (بحث قرآني وروائي) 158
9 2 - الأحاديث فيه. (بحث قرآني وروائي) 158
10 (133 - 148) كلام في قصة يونس عليه السلام في فصول. (بحث مختلط) 164
11 1 - قصته في القرآن. (بحث مختلط) 164
12 2 - قصته عند أهل الكتاب. (بحث مختلط) 166
13 3 - ثناؤه تعالى عليه. (بحث مختلط) 168
14 سورة ص 179
15 (17 - 29) كلام في قصة داود عليه السلام في فصول. (بحث قرآني) 200
16 1 - قصته في القرآن. (بحث قرآني) 200
17 2 - جميل الثناء عليه. (بحث قرآني) 200
18 3 - حول قصة المتخاصمين. (بحث قرآني) 200
19 (41 - 48) كلام في قصة أيوب عليه السلام في فصول. (بحث قرآني وروائي) 211
20 1 - قصته في القرآن. (بحث قرآني وروائي) 211
21 2 - جميل ثنائه. (بحث قرآني وروائي) 211
22 3 - قصته في الروايات. (بحث قرآني وروائي) 211
23 خبر اليسع وذي الكفل عليهما السلام. (بحث روائي) 215
24 سورة الزمر 229
25 (1 - 10) كلام في معنى الرضا والسخط من الله. (بحث عقلي وقرآني) 239
26 سورة المؤمن 300
27 سورة حم السجدة 356
28 (حم السجدة) كلام فيه تتميم في معنى السماء. (بحث قرآني) 368
29 (1 - 11) بحث إجمالي في سراية العلم. (بحث قرآني) 380
30 (13 - 25) بحث إجمالي آخر في ذلك. (بحث فلسفي) 381