تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٣ - الصفحة ٤١
السابق
فالمقام مقام بيان ان اثر العمل لصاحبه خيرا كان أو شرا، وليس مقام بيان ان الاحسان ينفع صاحبه والإساءة تضره حتى يقال: وان أسأتم فعليها كما قيل: (لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت) البقرة: 286.
فلا حاجة إلى ما تكلفه بعضهم ان اللام في قوله: (وان أسأتم فلها) بمعنى على، وقول آخرين: انها بمعنى إلى لان الإساءة تتعدى بها يقال: أساء إلى فلان ويسئ إليه إساءة، وقول آخرين: انها للاستحقاق كقوله: (ولهم عذاب اليم).
وربما اورد على كون اللام للاختصاص بان الواقع على خلافه فكثيرا ما يتعدى اثر الاحسان إلى غير محسنه واثر الإساءة إلى غير فاعلها وهو ظاهر.
والجواب عنه ان فيه غفلة عما يراه القرآن الكريم في آثار الأعمال اما آثار الأعمال الأخروية فإنها لا تتعدى صاحبها البتة قال تعالى: (من كفر فعليه كفره ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون) الروم: 44، واما الآثار الدنيوية فان الأعمال لا تؤثر اثرا في غير فاعلها الا ان يشاء الله من ذلك شيئا على سبيل النعمة على الغير أو النقمة أو الابتلاء والامتحان فليس في مقدرة الفاعل ان يوصل اثر فعله إلى الغير دائما الا أحيانا يريده الله لكن الفاعل يلحقه اثر فعله الحسن أو السئ دائما من غير تخلف.
فللمحسن نصيب من احسانه وللمسئ نصيب من إساءته، قال تعالى: (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) الزلزال: 8 فاثر الفعل لا يفارق فاعله إلى غيره، وهذا معنى ما روى عن علي عليه السلام انه قال: ما أحسنتم إلى أحد ولا أسأت إليه وتلا الآية قوله تعالى: (فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا) التتبير الا هلاك من التبار بمعنى الهلاك والدمار.
وقوله: (ليسوؤا وجوهكم) من المساءة يقال: ساء زيد فلانا إذا أحزنه وهو على ما قيل متعلق بفعل مقدر محذوف للايجاز، واللام للغاية والتقدير بعثناهم ليسوؤا وجوهكم بظهور الحزن والكآبة فيها وبدو آثار الذلة والمسكنة وصغار الاستعباد عليها بما يرتكبونه فيكم من القتل الذريع والسبي والنهب.
وقوله: (وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة) المراد بالمسجد هو المسجد الأقصى
(٤١)
التالي
الاولى ١
٤٠٧ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 سورة الإسراء 4
2 (9 - 22) كلام في القضاء في فصول (بحث روائي) 71
3 1 - تحصيل معناه وتحديده 71
4 2 - نظرة فلسفية في معنى القضاء 71
5 3 - الروايات 72
6 (23 - 39) كلام في حرمة الزنا (بحث قرآني) 73
7 (66 - 72) كلام في الفضل بين الانسان والملك (بحث مختلط) 159
8 (82 - 100) في تعلق القضاء بالشرور (بحث فلسفي) 186
9 (82 - 100) كلام في سنخية الفعل وفاعله (بحث قرآني) 193
10 (82 - 100) تعقيب البحث من جهة القرآن (بحث قرآني) 193
11 (101 - 111) في نزول القرآن نجوما في فصول 193
12 (101 - 111) 1 - في انقسامات القرآن 229
13 (101 - 111) 2 - في عدد السور 231
14 (101 - 111) 3 - في ترتيب السور 232
15 سورة الكهف 234
16 (سورة الكهف) كلام حول قصة أصحاب الكهف في فصول (بحث قرآني وتاريخي) 289
17 (9 - 26) 1 - الروايات 289
18 2 - قصة أصحاب الكهف في القرآن 291
19 3 - القصة عند غير المسلمين 293
20 4 - أين كهف أصحاب الكهف؟ 294
21 (60 - 82) بحث في فصلين (بحث تاريخي) 349
22 قصة موسى والخضر في القرآن 349
23 (83 - 102) كلام حول قصة ذي القرنين في فصول (بحث قرآني وتاريخي) 377
24 1 - قصة ذي القرنين في القرآن 377
25 2 - ذكرى ذي القرنين والسد ويأجوج ومأجوج في أخبار الماضين 378
26 3 - من هو ذو القرنين وأين سده والأقوال فيه 380
27 4 - معنى صيرورة السد دكاء كما أخبر به القرآن 395