تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٣ - الصفحة ١٦٠
السابق
ففيه أنه وجه سخيف لا يساعد عليه كلامهم ولا سياق الآية، وما قيل: أنه من قبيل قولهم: بذلت له العريض من جاهي وأبحته المنيع من حريمي ولا يراد به أني بذلت له عريض جاهي ومنعته ما ليس بعريض وأبحته منيع حريمي ولم أبحه ما ليس بمنيع بل المراد بذلت له جاهي الذي من صفته أنه عريض وأبحته حريمي الذي هو منيع، يرده أنه إن أريد بما فسر به المثالان أن العناية في الكلام مصروفة إلى أخذ كل الجاه عريضا وكل الحريم منيعا لم ينقسم الجاه والحريم حينئذ إلى عريض وغير عريض ومنيع وغير منيع ولم ينطبق على مورد الآية المدعى أنه اطلق فيها البعض وأريد به الكل، وإن أريد به أن المعنى بذلت له عريض جاهي فكيف بغير العريض وأبحته المنيع من حريمي فكيف بغير المنيع كان شمول حكم البعض للكل بالأولوية ولم يجز في مورد الآية قطعا.
وربما أجيب عن ذلك بأنا أن سلمنا أن المراد بالكثير غير الملائكة ولفظة من للتبعيض فغاية ما في الباب أن تكون الآية ساكتة عن تفضيل بني آدم على الملائكة وهو أعم من تفضيل الملك على الانسان لجواز التساوي، ولو سلم أنها تدل على التفضيل فغايته أن تدل على تفضيل جنس الملائكة على جنس بني آدم وهذا لا ينافي أن يكون بعض بني آدم أفضل من الملائكة كالأنبياء عليهم السلام.
والحق كما عرفت أن الآية غير متعرضة للتفضيل من جهة الثواب والفضل الأخروي وبعبارة أخرى هي متعرضة للتفضيل من جهة الوجود الكونة والمراد بكثير ممن خلقنا غير الملائكة ومن تبعيضية والمراد بمن خلقنا الملائكة وغيرهم من الانسان والحيوان والجن. والانسان مفضل بحسب وجوده الكوني على الحيوان والجن هذا، وسيوافيك كلام في معنى تفضيل الانسان على الملك إن شاء الله.
كلام في الفضل بين الانسان والملك اختلف المسلمون في أن الانسان والملك أيهما أفضل فالمعروف المنسوب إلى الا شاعره أن الانسان أفضل والمراد به أفضلية المؤمنين منهم إذ لا يختلف اثنان في أن من الانسان من هو أضل من الانعام وهو أهل الجحود منهم فكيف يمكن أن
(١٦٠)
التالي
الاولى ١
٤٠٧ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 سورة الإسراء 4
2 (9 - 22) كلام في القضاء في فصول (بحث روائي) 71
3 1 - تحصيل معناه وتحديده 71
4 2 - نظرة فلسفية في معنى القضاء 71
5 3 - الروايات 72
6 (23 - 39) كلام في حرمة الزنا (بحث قرآني) 73
7 (66 - 72) كلام في الفضل بين الانسان والملك (بحث مختلط) 159
8 (82 - 100) في تعلق القضاء بالشرور (بحث فلسفي) 186
9 (82 - 100) كلام في سنخية الفعل وفاعله (بحث قرآني) 193
10 (82 - 100) تعقيب البحث من جهة القرآن (بحث قرآني) 193
11 (101 - 111) في نزول القرآن نجوما في فصول 193
12 (101 - 111) 1 - في انقسامات القرآن 229
13 (101 - 111) 2 - في عدد السور 231
14 (101 - 111) 3 - في ترتيب السور 232
15 سورة الكهف 234
16 (سورة الكهف) كلام حول قصة أصحاب الكهف في فصول (بحث قرآني وتاريخي) 289
17 (9 - 26) 1 - الروايات 289
18 2 - قصة أصحاب الكهف في القرآن 291
19 3 - القصة عند غير المسلمين 293
20 4 - أين كهف أصحاب الكهف؟ 294
21 (60 - 82) بحث في فصلين (بحث تاريخي) 349
22 قصة موسى والخضر في القرآن 349
23 (83 - 102) كلام حول قصة ذي القرنين في فصول (بحث قرآني وتاريخي) 377
24 1 - قصة ذي القرنين في القرآن 377
25 2 - ذكرى ذي القرنين والسد ويأجوج ومأجوج في أخبار الماضين 378
26 3 - من هو ذو القرنين وأين سده والأقوال فيه 380
27 4 - معنى صيرورة السد دكاء كما أخبر به القرآن 395