تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٠ - الصفحة ٥١
السابق
قوله تعالى: (قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والابصار) إلى آخر الآية. الرزق هو العطاء الجاري، ورزقه تعالى للعالم الانساني من السماء هو نزول الأمطار والثلوج ونحوه، ومن الأرض هو بانباتها نباتها وتربيتها الحيوان ومنهما يرتزق الانسان، وببركة هذه النعم الإلهية يبقى النوع الانساني و المراد بملك السمع والابصار كونه تعالى متصرفا في الحواس الانسانية التي بها ينتظم له أنواع التمتع من الأرزاق المختلفة التي اذن الله تعالى ان يتمتع بها فإنما هو يشخص ويميز ما يريده مما لا يريده باعمال السمع والبصر واللمس و الذوق والشم فيتحرك نحو ما يريده، ويتوقف أو يفر مما يكرهه بها.
فالحواس هي التي تتم بها فائده الرزق الإلهي، وانما خص السمع والبصر من بينها بالذكر لظهور آثارهما في الأعمال الحيوية أكثر من غيرهما، والله سبحانه هو الذي يملكهما ويتصرف فيهما بالاعطاء والمنع والزيادة والنقيصة.
وقوله: (ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي) الحياة بحسب النظر البادئ في الانسان هي المبدء الذي يظهر به العلم والقدرة في الشئ فيصدر أعماله عن العلم والقدرة ما دامت الحياة، وإذا بطلت بطل الصدور كذلك.
ثم اكتشف من طريق النظر العلمي ان ذلك لا يختص باقسام الحيوان كما كان يعطيه النظر الابتدائي فان الملاك الذي كان يوجب للحيوان كونه ذا حياة - وهو كونه ذا نفس يصدر عنها اعمال مختلفة لا على وتيرة واحدة طبيعية كحركته إلى جهات مختلفة بحركات مختلفة وسكونه من غير حركة - موجود في النبات.
وكذلك الأبحاث الجارية على الطرق الحديثة تعطى ذلك فان جراثيم الحياة الموجودة في الحيوان التي إليها تنتهى أعماله الحيوية توجد في النبات نظيرها فهو ذو حياة كمثل الحيوان فالنظر العلمي على أي حال يهدى إلى عموم الحياة لجميع أنواع الحيوان والنبات.
ثم الحياة وهى تقابل الموت الذي هو بطلان مبدء الأعمال الحيوية تعود بحسب التحليل إلى كون الشئ بحيث تترتب عليه آثاره المطلوبة منه كما أن الموت عدم كونه كذلك فحياة الأرض هي كونها نابتة مخضرة وموتها خلافه، وحياة العمل
(٥١)
التالي
الاولى ١
٣٨٢ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 سورة يونس 4
2 سورة هود 133
3 (25 - 35) كلام في قدرة الأنبياء والأولياء (بحث فلسفي قرآني) 209
4 (36 - 49) أبحاث حول قصة نوح في فصول (بحث قرآني روائي) 246
5 1 - الإشارة إلى قصته (بحث تاريخي فلسفي) 246
6 2 - قصته عليه السلام في القرآن: 247
7 بعثه وإرساله، دينه وشريعته 247
8 لبثه في قومه، صنعه الفلك 248
9 نزول العذاب ومجئ الطوفان 249
10 قضاء الأمر ونزوله ومن معه إلى الأرض 249
11 قصة ابن نوح الغريق 249
12 3 - خصائص نوح عليه السلام 250
13 4 - قصته في التوراة الحاضرة 251
14 5 - ما جاء في أمر الطوفان في أخبار الأمم وأساطيرهم 256
15 6 - هل كانت نبوته عامة للبشر؟ 258
16 7 - هل الطوفان كان عاما لجميع الأرض؟ 263
17 بحث جيلوجي ملحق بهذا الفصل في فصول 1 - الأراضي الرسوبية 265
18 2 - الطبقات الرسوبية أحدث القشور والطبقات الجيلوجية 266
19 3 - انبساط البحار واتساعها 267
20 4 - العوامل المؤثرة في ازدياد المياه وغزارة عملها في عهد الطوفان 268
21 5 - نتيجة البحث 269
22 6 - عمره عليه السلام الطويل 269
23 7 - أين هو جبل الجودي؟ 270
24 8 - شبهة وجوابها 270
25 (36 - 49) كلام في عبادة الأصنام وفيه فصول (بحث قرآني روائي) 1 - الانسان واطمئنانه إلى الحس (تاريخي فلسفي) 271
26 2 - الإقبال إلى الله بالعبادة 273
27 3 - كيف نشأت الوثنية؟ 274
28 4 - اتخاذ الأصنام لأرباب الأنواع وغيرهم 276
29 5 - الوثنية الصابئة 277
30 6 - الوثنية البرهمية؟ 278
31 7 - الوثنية البوذية 282
32 8 - وثنية العرب 284
33 9 - دفاع الاسلام عن التوحيد ومنازلته الوثنية 286
34 10 - بناء سيرة النبي على التوحيد ونفي الشركاء 289
35 كلام آخر ملحق بالكلام السابق في فصول 289
36 1 - التناسخ عند الوثنيين 289
37 2 - سريان هذه المحاذير إلى سائر الأديان 292
38 3 - إصلاح الاسلام لهذه المفاسد 293
39 4 - إشكال الاستشفاع والتبرك في الاسلام 294
40 كلام في قصة هود (بحث تاريخي قرآني) 306
41 1 - عاد قوم هود 306
42 2 - شخصية هود المعنوية 307
43 كلام في قصة صالح في فصول (بحث تاريخي قرآني) 316
44 1 - ثمود قوم صالح عليه السلام 2 - بعثة صالح 316
45 3 - شخصية صالح 317
46 كلام في قصة البشرى (بحث قرآني) 331
47 كلام في قصة لوط وقومه في فصول: (بحث قرآني تاريخي) 351
48 1 - قصته وقصة قومه في القرآن 351
49 2 - عاقبة أمرهم 352
50 3 - شخصية لوط المعنوية 4 - لوط وقومه في التوراة 353
51 (82 - 95) كلام في معنى حرية الانسان في عمله 369
52 (82 - 95) كلام في قصة شعيب وقومه في القرآن في فصول: (بحث قرآني تاريخي) 376
53 1 - قصته عليه السلام 376
54 2 - شخصيته المعنوية 3 - ذكره في التوراة 377