تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٠ - الصفحة ٣٧٢
السابق
ما للاجتماع من الحياة الراقية أو المنحطة الردية، ويستحفظ بها مصالحهم العالية الاجتماعية.
ومن المعلوم أن احترام السنن والقوانين يسلب الحرية عن المجتمعين في مواردها فالذي يستن سنة أو يقنن قانونا سواء كان هو عامة المجتمعين أو المندوبين منهم أو السلطان أو كان هو الله ورسوله - على حسب اختلاف السنن والقوانين - يحرم الناس بعض حريتهم ليحفظ به البعض الاخر منها، قال الله تعالى: (وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة) القصص: 68، وقال تعالى: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا) الأحزاب: 36.
فتلخص أن الانسان إنما هو حر بالقياس إلى أبناء نوعه فيما يقترحونه لهوى من أنفسهم، وأما بالنسبة إلى ما تقتضيه مصالحه الملزمة وخاصة المصالح الاجتماعية العامة على ما تهديه إليها وإلى مقتضياتها العلل والأسباب فلا حرية له البتة، ولا أن الدعوة إلى سنة أو أي عمل يوافق المصالح الانسانية من ناحية القانون أو من بيده إجراؤه أو الناصح المتبرع الذي يأمر بمعروف أو ينهى عن منكر متمسكا بحجة بينة، من التحكم الباطل وسلب الحرية المشروعة في شئ.
ثم إن العلل و الأسباب المذكورة وما تهدى إليه من المصالح مصاديق لإرادة الله سبحانه أو إذنه - على ما يهدى إليه ويبينه تعليم التوحيد في الاسلام - فهو سبحانه المالك على الاطلاق، وليس لغيره إلا المملوكية من كل جهة، ولا للانسان إلا العبودية محضا فمالكيته المطلقة تسلب أي حرية متوهمة للانسان بالنسبة إلى ربه كما أنها هي تعطيه الحرية بالقياس إلى سائر بنى نوعه كما قال تعالى: (أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله) آل عمران: 64.
فهو سبحانه الحاكم على الاطلاق والمطاع من غير قيد وشرط كما قال: (إن الحكم إلا لله) وقد أعطى حق الأمر والنهي والطاعة لرسله ولأولي الامر وللمؤمنين من الأمة الاسلامية فلا حرية لاحد قبال كلمة الحق التي يأتون به ويدعون إليه، قال تعالى: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) النساء: 59، وقال
(٣٧٢)
التالي
الاولى ١
٣٨٢ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 سورة يونس 4
2 سورة هود 133
3 (25 - 35) كلام في قدرة الأنبياء والأولياء (بحث فلسفي قرآني) 209
4 (36 - 49) أبحاث حول قصة نوح في فصول (بحث قرآني روائي) 246
5 1 - الإشارة إلى قصته (بحث تاريخي فلسفي) 246
6 2 - قصته عليه السلام في القرآن: 247
7 بعثه وإرساله، دينه وشريعته 247
8 لبثه في قومه، صنعه الفلك 248
9 نزول العذاب ومجئ الطوفان 249
10 قضاء الأمر ونزوله ومن معه إلى الأرض 249
11 قصة ابن نوح الغريق 249
12 3 - خصائص نوح عليه السلام 250
13 4 - قصته في التوراة الحاضرة 251
14 5 - ما جاء في أمر الطوفان في أخبار الأمم وأساطيرهم 256
15 6 - هل كانت نبوته عامة للبشر؟ 258
16 7 - هل الطوفان كان عاما لجميع الأرض؟ 263
17 بحث جيلوجي ملحق بهذا الفصل في فصول 1 - الأراضي الرسوبية 265
18 2 - الطبقات الرسوبية أحدث القشور والطبقات الجيلوجية 266
19 3 - انبساط البحار واتساعها 267
20 4 - العوامل المؤثرة في ازدياد المياه وغزارة عملها في عهد الطوفان 268
21 5 - نتيجة البحث 269
22 6 - عمره عليه السلام الطويل 269
23 7 - أين هو جبل الجودي؟ 270
24 8 - شبهة وجوابها 270
25 (36 - 49) كلام في عبادة الأصنام وفيه فصول (بحث قرآني روائي) 1 - الانسان واطمئنانه إلى الحس (تاريخي فلسفي) 271
26 2 - الإقبال إلى الله بالعبادة 273
27 3 - كيف نشأت الوثنية؟ 274
28 4 - اتخاذ الأصنام لأرباب الأنواع وغيرهم 276
29 5 - الوثنية الصابئة 277
30 6 - الوثنية البرهمية؟ 278
31 7 - الوثنية البوذية 282
32 8 - وثنية العرب 284
33 9 - دفاع الاسلام عن التوحيد ومنازلته الوثنية 286
34 10 - بناء سيرة النبي على التوحيد ونفي الشركاء 289
35 كلام آخر ملحق بالكلام السابق في فصول 289
36 1 - التناسخ عند الوثنيين 289
37 2 - سريان هذه المحاذير إلى سائر الأديان 292
38 3 - إصلاح الاسلام لهذه المفاسد 293
39 4 - إشكال الاستشفاع والتبرك في الاسلام 294
40 كلام في قصة هود (بحث تاريخي قرآني) 306
41 1 - عاد قوم هود 306
42 2 - شخصية هود المعنوية 307
43 كلام في قصة صالح في فصول (بحث تاريخي قرآني) 316
44 1 - ثمود قوم صالح عليه السلام 2 - بعثة صالح 316
45 3 - شخصية صالح 317
46 كلام في قصة البشرى (بحث قرآني) 331
47 كلام في قصة لوط وقومه في فصول: (بحث قرآني تاريخي) 351
48 1 - قصته وقصة قومه في القرآن 351
49 2 - عاقبة أمرهم 352
50 3 - شخصية لوط المعنوية 4 - لوط وقومه في التوراة 353
51 (82 - 95) كلام في معنى حرية الانسان في عمله 369
52 (82 - 95) كلام في قصة شعيب وقومه في القرآن في فصول: (بحث قرآني تاريخي) 376
53 1 - قصته عليه السلام 376
54 2 - شخصيته المعنوية 3 - ذكره في التوراة 377