تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٦ - الصفحة ٢٩٦
السابق
تدبر في قوله تعالى: " فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا أفطال عليكم العهد أم أردتم أن يحل عليكم غضب من ربكم فأخلفتم موعدي " (طه: 86) يذكر موسى عليه السلام إذ رجع إلى قومه وقد امتلا غيظا وحنقا لا يصرفه ذلك عن رعاية الأدب في ذكر ربه.
وقوله تعالى: " وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب و قالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربى أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون " (يوسف: 23) وقوله تعالى: " قالوا تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين، قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين " (يوسف: 92) يذكر يوسف في خلاء المراودة الذي يملك من الانسان كل عقل، ويبطل عنده كل حزم لا يشغله ذلك عن التقوى ثم عن رعاية الأدب في ذكر ربه ومع غيره.
وقوله تعالى: " فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربى ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربى غنى كريم " (النمل: 40) وهذا سليمان عليه السلام وقد اوتى من عظيم الملك ونافذ الامر وعجيب القدرة أن أمر بإحضار عرش ملكة سبأ من سبأ إلى فلسطين فاحضر في أقل من طرفة عين فلم يأخذه كبر النفس وخيلاؤها، ولم ينس ربه ولم يمكث دون أن أثنى على ربه في ملائه بأحسن الثناء.
وليقس ذلك إلى ما ذكره الله من قصة نمرود مع إبراهيم عليه السلام إذ قال:
" ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربى الذي يحيى ويميت قال إنا أحيى وأميت " (البقرة: 258) وقد قال ذلك إذ أحضر رجلين من السجن فأمر بقتل أحدهما وإطلاق الاخر.
أو إلى ما ذكره فرعون مصر إذ قال كما حكاه الله: " يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجرى من تحتي أفلا تبصرون، أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين، فلو لا ألقى عليه أسورة من ذهب " (الزخرف: 53) يباهى بملك مصر وأنهاره ومقدار من الذهب كان يملكه هو وملاؤه ولا يلبث دون أن يقول كما حكى الله: " أنا ربكم الاعلى " وهو الذي كانت تستذله آيات موسى يوما بعد يوم من طوفان وجراد وقمل
(٢٩٦)
التالي
الاولى ١
٣٧٧ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 (بحث قرآني) سورة المائدة 4
2 (68 - 86) كلام في معنى التوحيد في القرآن (بحث قرآني) 85
3 (68 - 86) أيضا فيه 90
4 (68 - 86) أيضا فيه 102
5 (105) عرفان النفس في تسعة فصول 177
6 (106 - 109) في معنى الشهادة (بحث قرآني) 202
7 (106 - 109) في معنى العدالة (بحث قرآني) 203
8 (106 - 109) في اليمين (بحث قرآني) 207
9 (116 - 120) في الأدب في فصول: (بحث قرآني) 255
10 (116 - 120) 1 - معنى الأدب (بحث قرآني) 255
11 (116 - 120) 2 - اختلاف الآداب (بحث قرآني) 256
12 (116 - 120) 3 - معنى الأدب الإلهي (بحث قرآني) 256
13 (116 - 120) 4 - الأدب انما ينتج مع العمل (بحث قرآني) 257
14 (116 - 120) 5 - أدب النبوة العام اجمالا (بحث قرآني) 259
15 (116 - 120) 6 - أدب الأنبياء المحكي في القرآن تفصيلا (بحث قرآني) 263
16 (116 - 120) 7 - أدبهم مع ربهم بين الناس (بحث قرآني) 294
17 (116 - 120) 8 - أدب الأنبياء مع الناس (بحث قرآني) 296
18 (116 - 120) في سنن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وآدابه خاصة (بحث روائي) 301
19 كلام في الرق والاستعباد في فصول: (بحث تاريخي واجتماعي) 337
20 (116 - 120) 1 - اعتبار العبودية لله سبحانه (بحث تاريخي واجتماعي) 338
21 (116 - 120) 2 - استعباد الانسان أسبابه (بحث تاريخي واجتماعي) 340
22 (116 - 120) 3 - نشوء الاستعباد في التاريخ (بحث تاريخي واجتماعي) 342
23 (116 - 120) 4 - ما الذي يراه الاسلام في ذلك؟ (بحث تاريخي واجتماعي) 342
24 (116 - 120) 5 - ما هو السبيل إلى الاستعباد في الاسلام (بحث تاريخي واجتماعي) 345
25 (116 - 120) 6 - ما هي سيرة الاسلام في العبيد والإماء؟ (بحث تاريخي واجتماعي) 345
26 (116 - 120) 7 - محصل البحث في الفصول السابقة (بحث تاريخي واجتماعي) 346
27 (116 - 120) 8 - سير الاستعباد في التاريخ (بحث تاريخي واجتماعي) 347
28 (116 - 120) 9 - نظرة في بنائهم (بحث تاريخي واجتماعي) 349
29 (116 - 120) 10 - ما مقدار التحديد؟ (بحث تاريخي واجتماعي) 351
30 (116 - 120) 11 - إلى م آل امر الإلغاء؟ (بحث تاريخي واجتماعي) 352
31 (116 - 120) كلام في المجازاة والعفو في فصول: (بحث قرآني) 357
32 (116 - 120) 1 - ما معنى الجزاء؟ (بحث قرآني) 357
33 (116 - 120) 2 - هل يعد المطيع عبدا للمطاع (بحث قرآني) 360
34 (116 - 120) 3 - العفو والمغفرة (بحث قرآني) 360
35 (116 - 120) 4 - للعفو مراتب (بحث قرآني) 362
36 (116 - 120) 5 - هل المؤاخذة أو المغفرة تستلزم ذنبا؟ (بحث قرآني) 371
37 (116 - 120) 6 - رابطة العمل والجزاء (بحث قرآني) 373
38 (116 - 120) 7 - والعمل يؤدي الرابطة إلى النفس (بحث قرآني) 375