تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٣ - الصفحة ٢٤٨
السابق
تكون عبادة إله له شريك والعبادة التي يعبد بها أحد الشريكين وإن خص باسمه ووجه نحوه ليست إلا نابتة منبت التشريك لأنها لا تعدو أن تكون سهما يسهم له وحظا يقسم له من بين الشريكين أو الشركاء ففيها بعينها نحو عبادة للغير.
وهذا الذي يدعو إليه النبي بأمر الله سبحانه وهو الذي يدل عليه قوله: أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله هو الذي يجمع عرض النبوة في السيرة التي كانت الأنبياء تدعو إليها وتبسطها على المجتمع الانساني.
فقد تقدم عند الكلام على قوله تعالى كان الناس أمة واحدة: البقرة - 213 أن النبوة انبعاث إلهي ونهضة حقيقية يراد بها بسط كلمة الدين وأن حقيقة الدين تعديل المجتمع الانساني في سيره الحيوي ويتبعه تعديل حياة الانسان الفرد فينزل بذلك الكل منزلته التي نزله عليها الفطرة والخلقة فيعطي به المجتمع موهبة الحرية وسعادة التكامل الفطري على وجه العدل والقسط وكذلك الفرد فهو فيه حر مطلق في الانتفاع من جهات الحياة فيما يهديه إليه فكره وإرادته إلا ما يضر بحيوة المجتمع وقد قيد جميع ذلك بالعبودية والاسلام لله سبحانه والخضوع لسيطرة الغيب وسلطنته.
وخلاصة ذلك أن الذي كانت تندب إليه جماعة الأنبياء عليهم السلام أن يسير النوع الانساني فرادى ومجتمعين على ما تنطق به فطرتهم من كلمة التوحيد التي تقضي بوجوب تطبيق الأعمال الفردية والاجتماعية على الاسلام لله وبسط القسط والعدل أعني بسط التساوي في حقوق الحياة والحرية في الإرادة الصالحة والعمل الصالح.
ولا يتأتى ذلك إلا بقطع منابت الاختلاف والبغي بغير الحق واستخدام القوى واستعباده للضعيف وتحكمه عليه وتعبد الضعيف للقوي فلا إله إلا الله ولا رب الا الله ولا حكم إلا لله سبحانه.
وهذا هو الذي تدل عليه الآية أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله الآية وقال تعالى فيما يحكيه عن يوسف عليه السلام يا صاحبي السجن أ أرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار ما تعبدون من دونه إلا أسماءا سميتموها أنتم وآبائكم ما أنزل الله بها من سلطان إن الحكم إلا لله أمر أن لا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم: يوسف - 40 وقال تعالى اتخذوا أحبارهم
(٢٤٨)
التالي
الاولى ١
٣٨٧ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 (1 - 6) كلام في معنى العذاب في القرآن. (بحث قرآني) 9
2 (7 - 9) كلام تفصيلي في المحكم والمتشابه والتأويل في عدة فصول. (بحث قرآني) 30
3 (7 - 9) 1 - المحكم والمتشابه (بحث قرآني) 31
4 (7 - 9) 2 - ما معنى كون المحكمات أم الكتاب؟ (بحث قرآني) 42
5 (7 - 9) 3 - ما معنى التأويل؟ (بحث قرآني) 43
6 (7 - 9) 4 - هل يعلم تأويل القرآن غير الله سبحانه؟ (بحث قرآني) 48
7 (7 - 9) 5 - ما هو السبب في اشتمال الكتاب على المتشابه (بحث قرآني) 55
8 (7 - 9) نتائج هذه الأبحاث وهي عشرة (بحث قرآني) 62
9 (7 - 9) في المراد من تفسير القرآن بالرأي وما هو حق التفسير؟ (بحث قرآني وروائي) 74
10 (26 - 27) معنى الرزق في القرآن. (بحث قرآني) 136
11 (26 - 27) في معنى الملك واعتباره (بحث علمي) 143
12 (26 - 27) في استناد الملك وسائر الأمور الاعتبارية إليه تعالى. (بحث فلسفي) 148
13 (35 - 41) كلام في الخواطر الملكية والشيطانية وما يلحق بهما من التكليم. (بحث قرآني) 184
14 (42 - 60) في معنى التحديث (بحث روائي) 227
15 المباهلة مع نصارى نجران (بحث روائي) 228
16 خاتمة فيها فصول (79 - 80) 1 - ما هي قصة عيسى وأمه في القرآن؟ (بحث قرآني) 278
17 (79 - 60) 2 - منزلة عيسى عند الله وموقفه في نفسه. (بحث قرآني) 280
18 (79 - 60) 3 - ما الذي قاله عيسى؟ وما الذي قيل فيه؟ (بحث قرآني) 281
19 (79 - 60) 4 - احتجاج القرآن على مذهب التثليث. (بحث قرآني) 286
20 (79 - 80) 5 - المسيح من الشفعاء عند الله وليس مفاد؟ (بحث قرآني) 290
21 (79 - 80) 6 - من أين نشأ هذه الآراء؟ (بحث قرآني) 304
22 (79 - 80) 7 - ما هو الكتاب الذي انتسب إليه أهل الكتاب؟ وكيف هو؟ (بحث قرآني) 305
23 (79 - 80) 1 - قصة التوراة الحاضرة. (بحث قرآني) 307
24 (79 - 80) 2 - قصة المسيح والإنجيل (بحث قرآني) 309
25 (79 - 80) الأناجيل الأربعة (بحث قرآني) 310
26 (79 - 80) إنجيل برنابا (بحث قرآني) 314
27 (79 - 80) انشعاب الكنائس (بحث قرآني) 325
28 (96 - 97) ملخص تاريخ الكعبة (بحث قرآني) 357
29 (96 - 97) بنائها. (بحث قرآني) 357
30 (96 - 97) شكلها. (بحث قرآني) 359
31 (96 - 97) كسوتها. (بحث قرآني) 360
32 (96 - 97) منزلتها. (بحث قرآني) 360
33 (96 - 97) ولايتها. (بحث قرآني) 361