التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٧ - الصفحة ٣٩
السابق
أفرأيت الذي تولى 33 وأعطى قليلا وأكدى 34 أعنده علم الغيب فهو يرى 35 أم لم ينبأ بما في صحف موسى 36 وإبراهيم الذي وفى 37 وفي الاحتجاج: عن أمير المؤمنين (عليه السلام) ولولا ما نهى الله عنه من تزكية المرء نفسه لذكر ذاكر فضائل جمة تعرفها قلوب المؤمنين، ولا تمجها آذان السامعين (1).
والعياشي: عن الصادق (عليه السلام) إنه سئل هل يجوز أن يزكي المرء نفسه؟ قال: نعم إذا اضطر إليه، أما سمعت قول يوسف (عليه السلام): " اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم " (2)، وقول العبد الصالح: " وأنا لكم ناصح أمين " (3) (4).
* (أفرأيت الذي تولى) *: عن اتباع الحق والثبات عليه.
* (وأعطى قليلا وأكدى) *: وقطع العطاء، في المجمع: نزلت الآيات السبع، يعني هذه وما بعدها في عثمان بن عفان كان يتصدق وينفق، فقال له أخوه من الرضاعة عبد الله بن سعد ابن أبي سرح: ما هذا الذي تصنع؟ يوشك أن لا يبقى لك شئ، فقال عثمان: إن لي ذنوبا، وإني أطلب بما أصنع رضا الله، وأرجو عفوه، فقال له عبد الله: أعطني ناقتك برحلها وأنا أتحمل عنك ذنوبك كلها، فأعطاه، وأشهد عليه، وأمسك عن النفقة، فنزلت " أفرأيت الذي تولى " أي يوم أحد حين ترك المركز " وأعطى قليلا " ثم قطع النفقة إلى قوله: " وأن سعيه سوف يرى " فعاد عثمان إلى ما كان عليه (5).
* (أعنده علم الغيب فهو يرى) *: يعلم أن صاحبه يتحمل عنه.
* (أم لم ينبأ بما في صحف موسى * وإبراهيم الذي وفى) *: وفرو أتم ما أمر به،

١ - الاحتجاج: ج ١، ص ٢٦٠، احتجاج أمير المؤمنين (عليه السلام) على معاوية في جواب كتاب كتب إليه وفي غيره من المواضع وهو من أحسن الحجاج وأصوبها.
٢ - يوسف: ٥٥.
٣ - الأعراف: ٦٨.
٤ - تفسير العياشي: ج ٢، ص 181، ح 40.
5 - مجمع البيان: ج 9 - 10، ص 178، في شأن النزول.
(٣٩)
التالي
الاولى ١
٥٨٨ الاخيرة