التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٧ - الصفحة ٣١
السابق
ولقد رآه نزلة أخرى 13 عند سدرة المنتهى 14 عندها جنة المأوى 15 وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، وأول خليفة يستخلفه خاتم النبيين، فدخل القوم في الكلام، فقالوا: أمن الله أو من رسوله، فقال: الله جل ذكره لرسوله: قل لهم: " ما كذب الفؤاد ما رأى " ثم رد عليهم فقال: " أفتمرونه على ما يرى " فقال لهم رسول الله (صلى الله عليه وآله): قد أمرت فيه بغير هذا، أمرت أن أنصبه للناس فأقول هذا وليكم من بعدي، وأنه بمنزلة السفينة يوم الغرق من دخل فيها نجا ومن خرج عنها غرق (1).
* (ولقد رآه نزلة أخرى) *: مرة أخرى بنزول ودنو.
* (عند سدرة المنتهى) *: التي ينتهي إليها أعمال أهل الأرض في الصعود كما يأتي.
* (عندها جنة المأوى) *: التي يأوي إليها المتقون.
القمي: " سدرة المنتهى " في السماء السابعة، و " جنة المأوى " عندها (2).
وعن الرضا (عليه السلام): لما أسري به إلى السماء وبلغ عند سدرة المنتهى خرق له في الحجب مثل سم الإبرة فرأى من نور العظمة ما شاء الله أن يرى (3).
وعن الباقر (عليه السلام): قال: فلما انتهى إلى سدرة المنتهى تخلف عنه جبرئيل، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا جبرئيل في مثل هذا الموضع تخذلني؟ فقال: تقدم أمامك فوالله لقد بلغت مبلغا لم يبلغه خلق من خلق الله قبلك، فرأيت من نور ربي وحال بيني وبينه السبحة، قيل: وما السبحة، فأومى بوجهه إلى الأرض وبيده إلى السماء، وهو يقول: جلال ربي جلال ربي ثلاث مرات (4).
وفي العلل: عنه (عليه السلام) " ولقد رآه نزلة أخرى * عند سدرة المنتهى " يعني عندها وافى به جبرئيل حين صعد إلى السماء، فلما انتهى إلى محل السدرة وقف جبرئيل دونها، وقال:
يا محمد إن هذا موقفي الذي وضعني الله عز وجل فيه ولن أقدر على أن أتقدمه ولكن امض أنت

١ - تفسير القمي: ج ٢، ص ٣٣٤، س ١٥.
٢ - تفسير القمي: ج ٢، ص ٣٣٥، س ٩.
٣ - تفسير القمي: ج ١، ص ٢٠، س ١٤.
٤ - تفسير القمي: ج ٢، ص 243، س 16.
(٣١)
التالي
الاولى ١
٥٨٨ الاخيرة