الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ٣ - الصفحة ٣٩١
السابق
قوله تعالى (قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين وأمرت لأن أكون أول المسلمين) إلى قوله (قل الله أعبد مخلصا له ديني) قال فيه (فإن قلت: كيف عطف أمرت على أمرت وهما واحد وأجاب بأنه ليس بتكرير الخ) قال أحمد: ولقد أحسن في تقوية هذا المعنى في هذه الآية بقوله - فاعبدوا ما شئتم من دونه - فإن مقابلته بعدم الحصر توجب كونه للحشر، والله أعلم. وما أحسن ما بين وجوه المبالغة في وصف الله تعالى لفظاعة خسرانهم فقال: استأنف الجملة وصدرها بحرف التنبيه ووسط الفصل بين المبتدأ والخبر وعرف الخسران ونعته بالمبين، وبين في تسمية الشيطان طاغوتا وجوها ثلاثة من المبالغة: أحدها تسميته بالمصدر كأنه نفس الطغيان. الثاني بناؤه على فعلوت وهى صيغة مبالغة كالرحموت وهى الرحمة الواسعة والملكوت وشبهه. الثالث تقديم لامه على عينه ليفيد اختصاص الشيطان بهذه التسمية.
(٣٩١)
التالي
الاولى ١
٥٧٠ الاخيرة