تفسير مجمع البيان - الشيخ الطبرسي - ج ١٠ - الصفحة ١٤٦
السابق
(وأنه كان يقول سفيهنا) أي جاهلنا (على الله شططا) أرادوا بسفيههم إبليس، عن مجاهد وقتادة. والشطط: السرف في ظلم النفس، والخروج عن الحق. فاعترفوا بأن إبليس كان يخرج عن الحد في إغواء الخلق، ودعائهم إلى الضلال. وقيل: شططا أي قولا بعيدا من الحق، وهو الكذب في التوحيد والعدل.
(وأنا ظننا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذبا) اعترفوا بأنهم ظنوا أن لن يقول أحد من الإنس والجن كذبا على الله في اتخاذ الشريك معه، والصاحبة والولد أي حسبنا أن ما يقولونه من ذلك صدق، وأنا على حق حتى سمعنا القرآن، وتبينا الحق به. وفي هذا دلالة على أنهم كانوا مقلدة حتى سمعوا الحجة، وانكشف لهم الحق، فرجعوا عما كانوا عليه وفيه إشارة إلى بطلان التقليد، ووجوب اتباع الدليل.
(وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن) أي يعتصمون ويستجيرون. وكان الرجل من العرب إذا نزل الوادي في سفره ليلا قال: أعوذ بعزيز هذا الوادي من شر سفهاء قومه، عن الحسن، ومجاهد، وقتادة. وكان هذا منهم على حسب اعتقادهم أن الجن تحفظهم. قال مقاتل: وأول من تعوذ بالجن قوم من اليمن، ثم بنو حنيفة، ثم فشا في العرب. وقيل: معناه وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من أهل الجن، ومن معرة الجن (1)، عن البلخي قال: لأن الرجال لا تكون إلا في الناس. وقال الأولون: في الجن رجال مثل ما في الناس. (فزادوهم رهقا) أي فزاد الجن الإنس إثما على إثمهم الذي كانوا عليه من الكفر والمعاصي، عن ابن عباس، وقتادة. وقيل. رهقا أي طغيانا، عن مجاهد. وقيل: فرقا وخوفا، عن الربيع، وابن زيد. وقيل: شرا، عن الحسن. وقيل. زادوهم ذلة وضعفا.
قال الزجاج. يجوز أن يكون الإنس الذين كانوا يستعيذون بالجن، رهقا، وذلك أن الجن كانوا يزدادون طغيانا في قومهم بهذا التعوذ، فيقولون: سدنا الإنس والجن.
ويجوز أن يكون الجن زاد الإنس رهقا.
(وأنهم ظنوا كما ظننتم أن لن يبعث الله أحدا) قيل معناه: قال مؤمنو الجن لكفارهم إن كفار الإنس الذين يعوذون برجال من الجن في الجاهلية، حسبوا كما حسبتم يا معشر الجن أن لن يبعث الله رسولا بعد موسى، أو عيسى، ووراء هذا أن

(1) المعرة: الأذى. والميم زائدة.
(١٤٦)
التالي
الاولى ١
٤٩٩ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 سورة الجمعة يسبح لله ما في السماوات، إلى قوله: والله لا يهدي القوم الظالمين 4
2 قل يا أيها الذين هادوا، إلى قوله: والله خير الرازقين 7
3 سورة المنافقين إذا جاءك المنافقون، إلى قوله: وهم مستكبرون 15
4 سواء عليهم استغفرت لهم، إلى قوله: والله خبير بما تعملون 19
5 سورة التغابن يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض، إلى قوله: ولهم عذاب أليم 26
6 ذلك بأنه كانت تأتيهم، إلى قوله: خالدين فيها وبئس المصير 28
7 ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله، إلى قوله: العزيز الحكيم 30
8 سورة الطلاق يا أيها النبي إذا طلقتم النساء، إلى قوله: ويعظم له أجرا 35
9 أسكنوهن من حيث سكنتم، إلى قوله: قد أنزل الله إليكم ذكرا 44
10 رسولا يتلو عليكم آيات الله، إلى قوله: بكل شئ علما 48
11 سورة التحريم يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك، إلى قوله: ثيبات وأبكارا 51
12 يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم، إلى قوله: وكانت من القانتين 59
13 سورة الملك تبارك الذي بيده الملك، إلى قوله: واعتدنا لهم عذاب السعير 65
14 وللذين كفروا بربهم عذاب جهنم، إلى قوله: فسحقا لأصحاب السعير 69
15 إن الذين يخشون ربهم، إلى قوله: بل لجوا في عتو ونفور 72
16 أفمن يمشي مكبا على وجهه، إلى قوله: بماء معين 77
17 سورة القلم ن والقلم وما يسطرون، إلى قوله: سنسمه على الخرطوم 81
18 إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة، إلى قوله: لو كانوا يعلمون 89
19 إن للمتقين عند ربهم جنات نعيم، إلى قوله: إن كيدي متين 93
20 أم تسألهم أجرا، إلى قوله: إلا ذكر للعالمين 97
21 سوره الحاقة الحاقة ما الحاقة، إلى قوله: فأخذهم أخذة رابية 101
22 إنا لما طغا الماء، إلى قوله: في الأيام الخالية 104
23 وأما من أوتي كتابه بشماله، إلى قوله: يأكله إلا الخاطئون 108
24 فلا أقسم بما تبصرون، إلى قوله: فسبح باسم ربك العظيم 111
25 سورة المعارج سأل سائل بعذاب واقع، إلى قوله: ولا يسأل حميم حميما 115
26 يبصرونهم يود المجرم لو يفتدي، إلى قوله: في جنات مكرمون 120
27 فمال الذين كفروا قبلك مهطعين، إلى قوله: كانوا يوعدون 125
28 سورة نوح إنا أرسلنا نوحا، إلى قوله: وقد خلقكم أطوارا 129
29 ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا، إلى قوله: ولا تزد الظالمين إلا تبارا 133
30 سورة الجن قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن، إلى قوله: أم أراد بهم ربهم رشدا 139
31 وأنا منا الصالحون، إلى قوله: ولا أشرك به أحدا 146
32 قل إني لا أملك لكم ضرا، إلى قوله: وأحصى كل شئ عددا 152
33 سورة المزمل يا أيها المزمل، إلى قوله: واهجرهم هجرا جميلا 156
34 وذرني والمكذبين أولي النعمة، إلى قوله: فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا 164
35 إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل، إلى قوله: إن الله غفور رحيم 167
36 سورة المدثر يا أيها المدثر، إلى قوله: غير يسير 170
37 ذرني ومن خلقت وحيدا، إلى قوله: وما هي إلا ذكرى للبشر 175
38 كلا والقمر، إلى قوله: وأهل المغفرة 182
39 سورة القيامة لا أقسم بيوم القيامة، إلى قوله: ولو ألقى معاذيره 189
40 لا تحرك به لسانك، إلى قوله: أن يفعل بها فاقرة 195
41 كلا إذا بلغت التراقي، إلى قوله: أن يحيي الموتى 200
42 سوره الإنسان هل أتى على الإنسان، إلى قوله: عبوسا قمطريرا 205
43 فوقاهم الله، إلى قوله: سعيكم مشكورا 215
44 إنا نحن نزلنا عليك القرآن، إلى قوله: والظالمين أعد لهم عذابا أليما 222
45 سورة المرسلات والمرسلات عرفا، إلى قوله: ويل يومئذ للمكذبين 226
46 ألم نهلك الأولين، إلى قوله: ويل يومئذ للمكذبين 229
47 انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون، إلى قوله: ويل يومئذ للمكذبين 231
48 إن المتقين في ظلال وعيون، إلى قوله: فبأي حديث بعده يؤمنون 234
49 سورة عم عم يتساءلون، إلى قوله: وجنات ألفافا 236
50 إن يوم الفصل كان ميقاتا، إلى قوله: إلا عذابا 239
51 إن للمتقين مفازا، إلى قوله: يا ليتني كنت ترابا 244
52 سورة النازعات والنازعات غرقا، إلى قوله: فإذا هم بالساهرة 249
53 هل أتاك حديث موسى، إلى قوله: إن في ذلك لعبرة لمن يخشى 254
54 أأنتم أشد خلقا، إلى قوله: إلا عشية أو ضحاها 257
55 سورة عبس عبس وتولى، إلى قوله: كلا لما يقض ما أمره 262
56 فلينظر الإنسان إلى طعامه، إلى قوله: أولئك هم الكفرة الفجرة 268
57 سورة التكوير إذا الشمس كورت، إلى قوله: علمت نفس ما أحضرت 272
58 فلا أقسم بالخنس، إلى قوله: إلا أن يشاء الله رب العالمين 277
59 سورة الإنفطار إذا السماء انفطرت، إلى قوله: والأمر يومئذ لله 282
60 سورة المطففين ويل للمطففين، إلى قوله: هذا الذي كنتم به تكذبون 288
61 كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين، إلى قوله: هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون 293
62 سورة الإنشقاق 300
63 سورة البروج 309
64 سورة الطارق 319
65 سورة الأعلى 325
66 سورة الغاشية 332
67 سورة الفجر 340
68 سورة البلد 356
69 سورة الشمس 366
70 سورة الليل 372
71 سورة الضحى 378
72 سورة الإنشراح 386
73 سورة التين 391
74 سورة العلق 395
75 سورة القدر 402
76 سورة البينة 410
77 سورة الزلزلة 415
78 سورة العاديات 420
79 سورة القارعة 425
80 سورة التكاثر 429
81 سورة العصر 433
82 سورة الهمزة 436
83 سورة الفيل 440
84 سورة قريش 448
85 سورة الماعون 453
86 سورة الكوثر 457
87 سورة الكافرون 461
88 سورة النصر 465
89 سورة المسد 473
90 سورة الإخلاص 478
91 سورة الفلق 490
92 سورة الناس 494