شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٩ - الصفحة ٤٢٤
السابق
أحاديث العرب فذكرناها لأدبها وإمتاعها، ويقال: أن الشرقي بن القطامي كان يصنع أشعارا وينحلها غيره.
فأما مذهب العرب في أن لكل شاعر شيطانا يلقى إليه الشعر فمذهب مشهور، والشعراء كافة عليه، قال بعضهم:
إني وإن كنت صغير السن * وكان في العين نبو عنى فإن شيطاني أمير الجن * يذهب بي في الشعر كل فن.
وقال حسان بن ثابت:
إذا ما ترعرع فينا الغلام * فما أن يقال له من هوه؟
إذا لم يسد قبل شد الإزار * فذلك فينا الذي لا هوه ولى صاحب من بنى الشيصبان * فطورا أقول وطوار هوه.
وكانوا يزعمون أن اسم شيطان الأعشى مسحل، واسم شيطان المخبل عمرو، وقال الأعشى:
دعوت خليلي مسحلا ودعوا له * جهنام جدعا للهجين المذمم (1) وقال آخر:
لقد كان جنى الفرزدق قدوة * وما كان فينا مثل فحل المخبل ولا في القوافي مثل عمرو وشيخه * ولا بعد عمرو شاعر مثل مسحل.
وقال الفرزدق يصف قصيدته:
كأنها الذهب العقيان حبرها * لسان أشعر خلق الله شيطانا.

(1) وجهنام تابعة الأعشى.
(٤٢٤)
التالي
الاولى ١
٤٢٩ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تابع ما ورد من حكمه عليه السلام ومختار أجوبة مسائله، وكلامه 5
2 فصل في الحياء وما قيل فيه 43
3 مثل من شجاعة علي عليه السلام 58
4 قصة غزوة الخندق 60
5 ما جرى بين يحيى بن عبد الله وعبد الله بن مصعب عند الرشيد 89
6 من كلامه عليه السلام لكميل بن زياد النخعي وشرح ذلك 97
7 نبذ من غريب كلام الإمام علي وشرحه لابن عبيد 114
8 نبذ من غريب كلام الإمام علي وشرحه لابن قتيبة 122
9 خطبة منسوبة للإمام علي خالية من حرف الألف 138
10 من كلامه عليه السلام في وصف صديق وشرح ذلك 181
11 نبذ من الأقوال الحكيمة في حمد القناعة وقلة الأكل 182
12 نبذ من الأقوال الحكيمة في الفقر والغنى 225
13 نبذ من الأقوال الحكيمة في الوعد والمطل 246
14 نبذ من الأقوال الحكيمة في وصف حال الدنيا وصروفها 285
15 أقوال مأثورة في الجود والبخل 314
16 نبذ مما قيل في حال الدنيا وهوانها واغترار الناس بها 324
17 مما ورد في الطيب من الآثار 339
18 نبذ مما قيل في التيه والفخر 350
19 طرائف حول الأسماء والكنى 363
20 أقوال في العين والسحر والعدوي والطيرة والفأل 370
21 نكت في مذاهب العرب وتخيلاتها 381