شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٩ - الصفحة ٤١٢
السابق
ومنهم من يقول: ركبت بعيرا وطارت عليه - أي أسرعت - فلم يدركها. وعن هذا قال الشاعر:
رأى برقا فأوضع فوق بكر * فلا بك ما أسال ولا أغاما (1) قال: فبنو عمرو بن يربوع إلى اليوم يدعون بنى السعلاة، ولذلك قال الشاعر يهجوهم:
يا قبح الله بنى السعلاة * عمرو بن يربوع شرار النات (1) * ليسوا بأبطال ولا أكيات *.
فأبدل السين تاء وهي لغة قوم من العرب.
ومن مذاهبهم في الغول قولهم: إنها إذا ضربت ضربة واحدة بالسيف هلكت، فإن ضربت ثانية عاشت، وإلى هذا المعنى أشار الشاعر بقوله:
فقالت: ثن، قلت: لها رويدا * مكانك، إنني ثبت الجنان وكانت العرب تسمى أصوات الجن العزيف وتقول: إن الرجل إذا قتل قنفذا أو ورلا لم يأمن الجن على فحل أبله، وإذا أصاب إبله خطب أو بلاء حمله على ذلك، ويزعمون إنهم يسمعون الهاتف بذلك، ويقولون مثله في الجان من الحيات، وقتله عندهم عظيم.
ورأي رجل منهم جانا في قعر بئر لا يستطيع الخروج منها، فنزل وأخرجه منها على خطر عظيم، وغمض عينيه لئلا يرى أين يدخل، كأنه يريد بذلك التقرب إلى الجن.

(1) شروح سقط الزند 1168. نوادر أبى زيد 146، وروايته: (ردما أسال وما أعاما).
(٤١٢)
التالي
الاولى ١
٤٢٩ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تابع ما ورد من حكمه عليه السلام ومختار أجوبة مسائله، وكلامه 5
2 فصل في الحياء وما قيل فيه 43
3 مثل من شجاعة علي عليه السلام 58
4 قصة غزوة الخندق 60
5 ما جرى بين يحيى بن عبد الله وعبد الله بن مصعب عند الرشيد 89
6 من كلامه عليه السلام لكميل بن زياد النخعي وشرح ذلك 97
7 نبذ من غريب كلام الإمام علي وشرحه لابن عبيد 114
8 نبذ من غريب كلام الإمام علي وشرحه لابن قتيبة 122
9 خطبة منسوبة للإمام علي خالية من حرف الألف 138
10 من كلامه عليه السلام في وصف صديق وشرح ذلك 181
11 نبذ من الأقوال الحكيمة في حمد القناعة وقلة الأكل 182
12 نبذ من الأقوال الحكيمة في الفقر والغنى 225
13 نبذ من الأقوال الحكيمة في الوعد والمطل 246
14 نبذ من الأقوال الحكيمة في وصف حال الدنيا وصروفها 285
15 أقوال مأثورة في الجود والبخل 314
16 نبذ مما قيل في حال الدنيا وهوانها واغترار الناس بها 324
17 مما ورد في الطيب من الآثار 339
18 نبذ مما قيل في التيه والفخر 350
19 طرائف حول الأسماء والكنى 363
20 أقوال في العين والسحر والعدوي والطيرة والفأل 370
21 نكت في مذاهب العرب وتخيلاتها 381