شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٩ - الصفحة ٤٠٢
السابق
ومن أوهامهم وتخيلاتهم إنهم كانوا يزعمون أن الرجل إذا أحب امرأة وأحبته فشق برقعها، وشقت رداءه، صلح حبهما ودام، فإن لم يفعلا ذلك فسد حبهما، قال:
سحيم عبد بنى الحسحاس وكم قد شفقنا من رداء محبر * ومن برقع عن طفله غير عابس (1) إذا شق برد شق بالبرد برقع * دواليك حتى كلنا غير لابس نروم بهذا الفعل بقيا على الهوى * وإلف الهوى يغري بهذي الوساوس.
وقال آخر:
شققت ردائي يوم برقة عالج * وأمكنني من شق برقعك السحقا فما بال هذا الود يفسد بيننا * ويمحق حبل الوصل ما بيننا محقا!
ومن مذاهبهم أنهم كانوا يرون أن اكل لحوم السباع تزيد في الشجاعة والقوة، وهذا مذهب طبي، والأطباء يعتقدونه، قال بعضهم:
أبا المعارك لا تتعب بأكلك ما * تظن إنك تلفي منه كرارا فلو أكلت سباع الأرض قاطبة * ما كنت إلا جبان القلب خوارا وقال بعض الاعراب - وأكل فؤاد الأسد ليكون شجاعا - فعدا عليه نمر فجرحه:
أكلت من الليث الهصور فؤاده * لأصبح أجرى منه قلبا وأقدما فأدرك منى ثأره بابن أخته * فيا لك ثأرا ما أشد وأعظما!
وقال آخر:
إذا لم يكن قلب الفتى غدوه الوغى * أصم فقلب الليث ليس بنافع

(1) ديوانه 16، ولم يذكر البيت الثالث.
(٤٠٢)
التالي
الاولى ١
٤٢٩ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تابع ما ورد من حكمه عليه السلام ومختار أجوبة مسائله، وكلامه 5
2 فصل في الحياء وما قيل فيه 43
3 مثل من شجاعة علي عليه السلام 58
4 قصة غزوة الخندق 60
5 ما جرى بين يحيى بن عبد الله وعبد الله بن مصعب عند الرشيد 89
6 من كلامه عليه السلام لكميل بن زياد النخعي وشرح ذلك 97
7 نبذ من غريب كلام الإمام علي وشرحه لابن عبيد 114
8 نبذ من غريب كلام الإمام علي وشرحه لابن قتيبة 122
9 خطبة منسوبة للإمام علي خالية من حرف الألف 138
10 من كلامه عليه السلام في وصف صديق وشرح ذلك 181
11 نبذ من الأقوال الحكيمة في حمد القناعة وقلة الأكل 182
12 نبذ من الأقوال الحكيمة في الفقر والغنى 225
13 نبذ من الأقوال الحكيمة في الوعد والمطل 246
14 نبذ من الأقوال الحكيمة في وصف حال الدنيا وصروفها 285
15 أقوال مأثورة في الجود والبخل 314
16 نبذ مما قيل في حال الدنيا وهوانها واغترار الناس بها 324
17 مما ورد في الطيب من الآثار 339
18 نبذ مما قيل في التيه والفخر 350
19 طرائف حول الأسماء والكنى 363
20 أقوال في العين والسحر والعدوي والطيرة والفأل 370
21 نكت في مذاهب العرب وتخيلاتها 381