شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٩ - الصفحة ٣٩٩
السابق
الخبيثة له نجسوه بتعليق الأقذار عليه، كخرقة الحيض وعظام الموتى، قالوا: وأنفع من ذلك أن تعلق عليه طامث عظام موتى، ثم لا يراها يومه ذلك، وأنشدوا للمزق العبدي:
فلو أن عندي جارتين وراقيا * وعلق أنجاسا على المعلق قالوا: والتنجيس يشفى إلا من العشق، قال أعرابي:
يقولون علق يا لك الخير رمة * وهل ينفع التنجيس من كان عاشقا!
وقالت امرأة - وقد نجست ولدها فلم ينفعه ومات:
نجسته لو ينفع التنجيس * والموت لا تفوته النفوس وكان أبو مهدية يعلق في عنقه العظام والصوف حذر الموت، وأنشدوا:
أتوني بأنجاس لهم ومنجس * فقلت لهم ما قدر الله كائن ومن مذاهبهم أن الرجل منهم كان إذا خدرت رجله ذكر من يحب أو دعاه فيذهب خدرها.
وروى أن عبد الله بن عمر خدرت رجله، فقيل له: ادع أحب الناس إليك، فقال:
يا رسول الله.
وقال الشاعر:
على أن رجلي لا يزال امذلالها * مقيما بها حتى أجيلك في فكري.
وقال كثير:
إذا مذلت رجلي ذكرتك أشتفي * بدعواك من مذل بها فيهون (1) وقال جميل:
وأنت لعيني قرة حين نلتقي * وذكرك يشفيني إذا خدرت رجلي (2)

(1) اللسان (مذل) من غير نسبة.
(2) ديوانه 172.
(٣٩٩)
التالي
الاولى ١
٤٢٩ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تابع ما ورد من حكمه عليه السلام ومختار أجوبة مسائله، وكلامه 5
2 فصل في الحياء وما قيل فيه 43
3 مثل من شجاعة علي عليه السلام 58
4 قصة غزوة الخندق 60
5 ما جرى بين يحيى بن عبد الله وعبد الله بن مصعب عند الرشيد 89
6 من كلامه عليه السلام لكميل بن زياد النخعي وشرح ذلك 97
7 نبذ من غريب كلام الإمام علي وشرحه لابن عبيد 114
8 نبذ من غريب كلام الإمام علي وشرحه لابن قتيبة 122
9 خطبة منسوبة للإمام علي خالية من حرف الألف 138
10 من كلامه عليه السلام في وصف صديق وشرح ذلك 181
11 نبذ من الأقوال الحكيمة في حمد القناعة وقلة الأكل 182
12 نبذ من الأقوال الحكيمة في الفقر والغنى 225
13 نبذ من الأقوال الحكيمة في الوعد والمطل 246
14 نبذ من الأقوال الحكيمة في وصف حال الدنيا وصروفها 285
15 أقوال مأثورة في الجود والبخل 314
16 نبذ مما قيل في حال الدنيا وهوانها واغترار الناس بها 324
17 مما ورد في الطيب من الآثار 339
18 نبذ مما قيل في التيه والفخر 350
19 طرائف حول الأسماء والكنى 363
20 أقوال في العين والسحر والعدوي والطيرة والفأل 370
21 نكت في مذاهب العرب وتخيلاتها 381