شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٩ - الصفحة ٣٩٤
السابق
وأنس بالوحش، ثم رأى ليله نارا فعشا إليها، فشم عندها قتار اللحم، فنازعته شهوته، فغلبها وقهرها، ومال إلى شجرة سلم فلم يزل يكدمها ويأكل من خبطها (1) إلى أن مات:
إن قيسا كان ميتته * كرم والحي منطلق شام نارا بالهوى فهوى * وشجاع البطن يختفق في دريس ليس يستره * رب حر ثوبه خلق.
وقوله: (بالهوى) اسم موضع بعينه.
وقال أبو النجم العجلي:
إنك يا خير فتى نستعدي * على زمان مسنت بجهد * عضا كعض صفر بكبد *.
وقال آخر:
أرد شجاع البطن قد تعلمينه * وأوثر غيري من عيالك بالطعم ومن خرافات العرب أن الرجل منهم كان إذا أراد دخول قرية فخاف وباءها أو جنها، وقف على بابها، قبل أن يدخلها فنهق نهيق الحمار، ثم علق عليه كعب أرنب، كان ذلك عوذة له ورقية من الوباء والجن، ويسمون هذا النهيق التعشير، قال شاعرهم:
ولا ينفع التعشير إن حم واقع * ولا زعزع ولا كعب أرنب.
وقال الهيثم بن عدي: خرج عروة بن الورد إلى خيبر في رفقة ليمتاروا، فلما قربوا منها عشروا، وعاف عروة أن يفعل فعلهم، وقال:

(1) الخبط هنا: الورق.
(٣٩٤)
التالي
الاولى ١
٤٢٩ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تابع ما ورد من حكمه عليه السلام ومختار أجوبة مسائله، وكلامه 5
2 فصل في الحياء وما قيل فيه 43
3 مثل من شجاعة علي عليه السلام 58
4 قصة غزوة الخندق 60
5 ما جرى بين يحيى بن عبد الله وعبد الله بن مصعب عند الرشيد 89
6 من كلامه عليه السلام لكميل بن زياد النخعي وشرح ذلك 97
7 نبذ من غريب كلام الإمام علي وشرحه لابن عبيد 114
8 نبذ من غريب كلام الإمام علي وشرحه لابن قتيبة 122
9 خطبة منسوبة للإمام علي خالية من حرف الألف 138
10 من كلامه عليه السلام في وصف صديق وشرح ذلك 181
11 نبذ من الأقوال الحكيمة في حمد القناعة وقلة الأكل 182
12 نبذ من الأقوال الحكيمة في الفقر والغنى 225
13 نبذ من الأقوال الحكيمة في الوعد والمطل 246
14 نبذ من الأقوال الحكيمة في وصف حال الدنيا وصروفها 285
15 أقوال مأثورة في الجود والبخل 314
16 نبذ مما قيل في حال الدنيا وهوانها واغترار الناس بها 324
17 مما ورد في الطيب من الآثار 339
18 نبذ مما قيل في التيه والفخر 350
19 طرائف حول الأسماء والكنى 363
20 أقوال في العين والسحر والعدوي والطيرة والفأل 370
21 نكت في مذاهب العرب وتخيلاتها 381