شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٩ - الصفحة ٣٩٢
السابق
وقال بعضهم لابنه:
ولا تزقون لي هامة فوق مرقب * فان زقاء الهام للمرء عائب تنادي ألا أسقوني وكل صدى به * وتلك التي تبيض منها الذوائب يقول له: لا تترك ثأري إن قتلت، فإنك إن تركته صاحت هامتي: أسقوني، فإن كل صدى - وهو هاهنا العطش - بأبيك، وتلك التي تبيض منها الذوائب، لصعوبتها وشدتها، كما يقال: أمر يشيب رأس الوليد، ويحتمل أن يريد به صعوبة الامر عليه، وهو مقبور إذا لم يثأر به، ويحتمل أن يريد به صعوبة الامر على ابنه، يعنى إن ذلك عار عليك، وقال ذو الإصبع:
يا عمرو ألا تدع شتمي ومنقصتي * أضربك حيث تقول الهامة أسقوني (1) وقال آخر:
فيا رب إن أهلك ولم ترو هامتي * بليلى أمت لا قبر أعطش من قبري (2) ويحتمل هذا البيت أن يكون خارجا عن هذا المعنى الذي نحن فيه، وأن يكون ري هامته الذي طلبه من ربه هو وصال ليلى وهما في الدنيا. وهم يكنون عما يشفيهم بأنه يروى هامتهم.
وقال مغلس الفقعسي:
وإن أخاكم قد علمت مكانه * بسفح قبا تسفى عليه الأعاصر له هامة تدعو إذا الليل جنها * بنى عامر هل للهلالي ثائر.
وقال توبة بن الحمير:
ولو أن ليلى الأخيلية سلمت * على ودوني جندل وصفائح

(1) المفضلية 31.
(2) للمجنون، ديوانه 165.
(٣٩٢)
التالي
الاولى ١
٤٢٩ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تابع ما ورد من حكمه عليه السلام ومختار أجوبة مسائله، وكلامه 5
2 فصل في الحياء وما قيل فيه 43
3 مثل من شجاعة علي عليه السلام 58
4 قصة غزوة الخندق 60
5 ما جرى بين يحيى بن عبد الله وعبد الله بن مصعب عند الرشيد 89
6 من كلامه عليه السلام لكميل بن زياد النخعي وشرح ذلك 97
7 نبذ من غريب كلام الإمام علي وشرحه لابن عبيد 114
8 نبذ من غريب كلام الإمام علي وشرحه لابن قتيبة 122
9 خطبة منسوبة للإمام علي خالية من حرف الألف 138
10 من كلامه عليه السلام في وصف صديق وشرح ذلك 181
11 نبذ من الأقوال الحكيمة في حمد القناعة وقلة الأكل 182
12 نبذ من الأقوال الحكيمة في الفقر والغنى 225
13 نبذ من الأقوال الحكيمة في الوعد والمطل 246
14 نبذ من الأقوال الحكيمة في وصف حال الدنيا وصروفها 285
15 أقوال مأثورة في الجود والبخل 314
16 نبذ مما قيل في حال الدنيا وهوانها واغترار الناس بها 324
17 مما ورد في الطيب من الآثار 339
18 نبذ مما قيل في التيه والفخر 350
19 طرائف حول الأسماء والكنى 363
20 أقوال في العين والسحر والعدوي والطيرة والفأل 370
21 نكت في مذاهب العرب وتخيلاتها 381