شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٩ - الصفحة ٣٨٣
السابق
وقال آخر:
قل لبني نهشل أصحاب الحور: * أتطلبون الغيث جهلا بالبقر!
وسلع من بعد ذاك وعشر * ليس بذا يجلل الأرض المطر.
ويمكن أن يحمل تفسير الأصمعي على محمل صحيح، فيقال: غالت بمعنى أهلكت، يقال: غاله كذا واغتاله أي أهلكه، وغالتهم غول، يعنى المنية، ومنه الغضب غول الحلم.
وقال آخر:
لما كسونا الأرض أذناب البقر * بالسلع المعقود فيها والعشر.
وقال آخر:
يا كحل قد أثقلت أذناب البقر * بسلع يعقد فيها وعشر * فهل تجودين ببرق ومطر * و قال آخر يعيب العرب بفعلهم هذا:
لا در در رجال خاب سعيهم * يستمطرون لدى الاعسار بالعشر أجاعل أنت بيقورا مسلعة * ذريعة لك بين الله والمطر.
وقال بعض الأذكياء: كل أمة قد تحذو في مذاهبها مذاهب ملة أخرى، وقد كانت الهند تزعم أن البقر ملائكة، سخط الله عليها فجعلها في الأرض، وإن لها عنده حرمة، وكانوا يلطخون الأبدان بأخثائها (1)، ويغسلون الوجوه ببولها ويجعلونها مهور نسائهم، ويتبركون بها في جميع أحوالهم، فلعل أوائل العرب حذوا هذا الحذو، وانتهجوا هذا المسلك.

(1) الأخثاء: جمع خثة، وهي البعرة اللينة.
(٣٨٣)
التالي
الاولى ١
٤٢٩ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تابع ما ورد من حكمه عليه السلام ومختار أجوبة مسائله، وكلامه 5
2 فصل في الحياء وما قيل فيه 43
3 مثل من شجاعة علي عليه السلام 58
4 قصة غزوة الخندق 60
5 ما جرى بين يحيى بن عبد الله وعبد الله بن مصعب عند الرشيد 89
6 من كلامه عليه السلام لكميل بن زياد النخعي وشرح ذلك 97
7 نبذ من غريب كلام الإمام علي وشرحه لابن عبيد 114
8 نبذ من غريب كلام الإمام علي وشرحه لابن قتيبة 122
9 خطبة منسوبة للإمام علي خالية من حرف الألف 138
10 من كلامه عليه السلام في وصف صديق وشرح ذلك 181
11 نبذ من الأقوال الحكيمة في حمد القناعة وقلة الأكل 182
12 نبذ من الأقوال الحكيمة في الفقر والغنى 225
13 نبذ من الأقوال الحكيمة في الوعد والمطل 246
14 نبذ من الأقوال الحكيمة في وصف حال الدنيا وصروفها 285
15 أقوال مأثورة في الجود والبخل 314
16 نبذ مما قيل في حال الدنيا وهوانها واغترار الناس بها 324
17 مما ورد في الطيب من الآثار 339
18 نبذ مما قيل في التيه والفخر 350
19 طرائف حول الأسماء والكنى 363
20 أقوال في العين والسحر والعدوي والطيرة والفأل 370
21 نكت في مذاهب العرب وتخيلاتها 381