شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٩ - الصفحة ٣٣٩
السابق
(397) الأصل:
أزهد في الدنيا يبصرك الله عوراتها، ولا تغفل فلست بمغفول عنك.
الشرح:
أمره بالزهد في الدنيا، وجعل جزاء الشرط تبصير الله تعالى له عورات الدنيا، وهذا حق، لان الراغب في الدنيا عاشق لها، والعاشق لا يرى عيب معشوقه، كما قال القائل:
وعين الرضا عن كل عيب كليلة * ولكن عين السخط تبدى المساويا (1) فإذا زهد فيها فقد سخطها وإذا سخطها أبصر عيوبها مشاهده لا رواية.
ثم نهاه عن الغفلة، وقال له إنك غير مغفول عنك، فلا تغفل أنت عن نفسك، فإن أحق الناس وأولاهم الا يغفل عن نفسه من ليس بمغفول عنه، ومن عليه رقيب شهيد يناقشه على الفتيل والنقير (2).

(1) هو عبد الله بن معاوية، الأغاني 12: 214 (طبعة دار الكتب).
(2) الفتيل: ما يكون في شق النواة، والنقير: النقرة التي في ظاهر النواة.
(٣٣٩)
التالي
الاولى ١
٤٢٩ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تابع ما ورد من حكمه عليه السلام ومختار أجوبة مسائله، وكلامه 5
2 فصل في الحياء وما قيل فيه 43
3 مثل من شجاعة علي عليه السلام 58
4 قصة غزوة الخندق 60
5 ما جرى بين يحيى بن عبد الله وعبد الله بن مصعب عند الرشيد 89
6 من كلامه عليه السلام لكميل بن زياد النخعي وشرح ذلك 97
7 نبذ من غريب كلام الإمام علي وشرحه لابن عبيد 114
8 نبذ من غريب كلام الإمام علي وشرحه لابن قتيبة 122
9 خطبة منسوبة للإمام علي خالية من حرف الألف 138
10 من كلامه عليه السلام في وصف صديق وشرح ذلك 181
11 نبذ من الأقوال الحكيمة في حمد القناعة وقلة الأكل 182
12 نبذ من الأقوال الحكيمة في الفقر والغنى 225
13 نبذ من الأقوال الحكيمة في الوعد والمطل 246
14 نبذ من الأقوال الحكيمة في وصف حال الدنيا وصروفها 285
15 أقوال مأثورة في الجود والبخل 314
16 نبذ مما قيل في حال الدنيا وهوانها واغترار الناس بها 324
17 مما ورد في الطيب من الآثار 339
18 نبذ مما قيل في التيه والفخر 350
19 طرائف حول الأسماء والكنى 363
20 أقوال في العين والسحر والعدوي والطيرة والفأل 370
21 نكت في مذاهب العرب وتخيلاتها 381