شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٩ - الصفحة ٣٢٣
السابق
(388) الأصل:
لا تقل ما لا تعلم، بل لا تقل كل ما تعلم، فإن الله سبحانه قد فرض على جوارحك كلها فرائض يحتج بها عليك يوم القيامة.
الشرح:
هذا نهى عن الكذب، وأن تقول ما لا تأمن من كونه كذبا، فإن الامرين كليهما قبيحان عقلا عند أصحابنا.
فإن قلت: كيف يقول أصحابكم أن الخبر الذي لا يأمن كونه كذبا قبيح، والناس يستحسنون الاخبار عن المظنون (1).
قلت: إذا قال الانسان: زيد في الدار وهو يظنه في الدار ولا يقطع عليه، فإن الحسن منه أن يخبر عن ظنه كان يقول أخبر عن إني أظن أن زيدا في الدار، وإذا كان هذا هو تقديره فالخبر إذن خبر عن معلوم لا عن مظنون، لأنه قاطع على إنه ظان أن زيدا في الدار.
فأما إذا فرض الخبر لا على هذا الوجه بل على القطع بأن زيدا في الدار، وهو لا يقطع على أن زيدا في الدار فقد أخبر بخبر ليس على ما أخبر به عنه، لأنه أخبر عن إنه قاطع، وليس بقاطع، فكان قبيحا

(1) كذا في ا، ب وفى د: (المظنونات).
(٣٢٣)
التالي
الاولى ١
٤٢٩ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تابع ما ورد من حكمه عليه السلام ومختار أجوبة مسائله، وكلامه 5
2 فصل في الحياء وما قيل فيه 43
3 مثل من شجاعة علي عليه السلام 58
4 قصة غزوة الخندق 60
5 ما جرى بين يحيى بن عبد الله وعبد الله بن مصعب عند الرشيد 89
6 من كلامه عليه السلام لكميل بن زياد النخعي وشرح ذلك 97
7 نبذ من غريب كلام الإمام علي وشرحه لابن عبيد 114
8 نبذ من غريب كلام الإمام علي وشرحه لابن قتيبة 122
9 خطبة منسوبة للإمام علي خالية من حرف الألف 138
10 من كلامه عليه السلام في وصف صديق وشرح ذلك 181
11 نبذ من الأقوال الحكيمة في حمد القناعة وقلة الأكل 182
12 نبذ من الأقوال الحكيمة في الفقر والغنى 225
13 نبذ من الأقوال الحكيمة في الوعد والمطل 246
14 نبذ من الأقوال الحكيمة في وصف حال الدنيا وصروفها 285
15 أقوال مأثورة في الجود والبخل 314
16 نبذ مما قيل في حال الدنيا وهوانها واغترار الناس بها 324
17 مما ورد في الطيب من الآثار 339
18 نبذ مما قيل في التيه والفخر 350
19 طرائف حول الأسماء والكنى 363
20 أقوال في العين والسحر والعدوي والطيرة والفأل 370
21 نكت في مذاهب العرب وتخيلاتها 381