شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٤ - الصفحة ٢٧١
السابق
حمزة بن عبد المطلب، وعبد الله بن جحش، فقال: إن كنت لأحذرك هذا الرجل - يعنى رسول الله صلى الله عليه وسلم - من قبل هذا المصرع، والله إن كنت لبرا بالوالد، شريف الخلق في حياتك، وإن مماتك لمع سراة أصحابك وأشرافهم، إن جزى الله هذا القتيل - يعنى حمزة - خيرا، أو جزى أحدا من أصحاب محمد خيرا، فليجزك ثم نادى يا معشر قريش، حنظلة لا يمثل به، وإن كان خالفني وخالفكم، فلم يأل لنفسه فيما يرى خيرا، فمثل بالناس وترك حنظلة فلم يمثل به.
وكانت هند بنت عتبة أول من مثل بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وأمرت النساء بالمثل، وبجدع الأنوف والاذان، فلم تبق امرأة إلا عليها معضدان (1) ومسكتان (2) وخدمتان (3) إلا حنظلة لم يمثل به، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إني رأيت الملائكة تغسل حنظلة بن أبي عامر بين السماء والأرض بماء المزن في صحاف الفضة)، قال أبو أسيد الساعدي: فذهبنا فنظرنا إليه، فإذا رأسه يقطر ماء، فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فأرسل إلى امرأته فسألها، فأخبرته إنه خرج وهو جنب.
قال الواقدي: وأقبل وهب بن قابوس المزني، ومعه ابن أخيه الحارث بن عقبة بن قابوس بغنم لهما من جبل مزينة، فوجد المدينة خلوا، فسألا: أين الناس قالوا بأحد، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يقاتل المشركين من قريش، فقال: لا نبتغي أثرا بعد عين، فخرجا حتى أتيا النبي صلى الله عليه وسلم بأحد، فيجدان القوم يقتتلون، والدولة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فأغارا مع المسلمين في النهب، وجاءت الخيل من ورائهم، خالد بن الوليد وعكرمة بن أبي جهل، فاختلط الناس، فقاتلا أشد القتال، فانفرقت فرقة من المشركين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لهذه الفرقة فقال وهب بن قابوس: أنا يا رسول الله، فقام فرماهم بالنبل حتى انصرفوا، ثم رجع فانفرقت فرقة

(1) المعضد: الدملج، وهو حلي يلبس في المعصم.
(2) المسك، الأسورة من القرون والعاج.
(3) الخدمة: الخلخال.
(٢٧١)
التالي
الاولى ١
٢٨١ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 1 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل الكوفة عند مسيره من المدينة إلى البصرة 5
2 أخبار على عند مسيره إلى البصرة ورسله إلى الكوفة 7
3 فصل في نسب عائشة وأخبارها 20
4 2 - ومن كتاب له عليه السلام بعد فتح البصرة 25
5 3 - من كتاب له عليه السلام لشريح بن الحارث قاضيه 26
6 نسب شريح وذكر بعض أخباره 27
7 4 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض أمراء جيشه 31
8 5 - من كتاب له عليه السلام إلى الأشعث بن قيس وهو عامل أذربيجان 32
9 6 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 34
10 جرير بن عبد الله البجلي عند معاوية 37
11 7 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 40
12 8 - من كتاب له عليه السلام إلى جرير بن عبد الله البجلي لما أرسله إلى معاوية 44
13 9 - ومن كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 46
14 إجلاب قريش على بني هاشم وحصرهم في الشعب 51
15 القول في المؤمنين والكافرين من بني هاشم 63
16 اختلاف الرأي في إيمان أبي طالب 64
17 قصة غزوة بدر 83
18 القول في نزول الملائكة يوم بدر ومحاربتها المشركين 156
19 القول فيما جرى في الغنيمة والأسارى بعد هزيمة قريش ورجوعها إلى مكة 164
20 القول في تفصيل أسماء أسارى بدر ومن أسرهم 198
21 القول في المطعمين في بدر من المشركين 204
22 القول فيمن قتل ببدر من المشركين وأسماء قاتليهم 207
23 القول فيمن شهد بدرا من المسلمين 211
24 قصة غزوة أحد 212