شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٩ - الصفحة ٨١
السابق
الثواب والعقاب الروحانيان! وكيف تصور العامة ذلك حتى يرغبوا ويرهبوا! كلا بل لم تصور لهم الشريعة النصرانية من ذلك شيئا، غير أنهم يكونون في الآخرة كالملائكة، وهذا لا يفي بالترغيب التام، ولا ما ذكروه من العقاب الروحاني - وهو الظلمة وخبث النفس - كاف في الترهيب. والذي جاءت به شريعة الاسلام حسن لا زيادة عليه. انقضى كلام هذا الحكيم.
* * * فأما كون الاستغفار سببا لنزول القطر ودرور الرزق، فإن الآية بصريحها ناطقة به، لأنها أمر وجوابه، قال: " استغفروا ربكم إنه كان غفارا. يرسل السماء عليكم مدرار)، كما تقول: قم أكرمك، أي إن قمت أكرمتك، وعن عمر أنه خرج يستسقى، فما زاد على الاستغفار، فقيل له: ما رأيناك استسقيت! فقال: لقد استسقيت بمجاديح (1) السماء التي يستنزل بها المطر.
وعن الحسن أن رجلا شكا إليه الجدب، فقال: استغفر الله، فشكا آخر إليه الفقر، وآخر قلة النسل، وآخر قلة ريع أرضه، فأمرهم كلهم بالاستغفار، فقال له الربيع بن صبيح: رجال أتوك يشكون أبوابا، ويشكون أنواعا، فأمرتهم كلهم بالاستغفار، فتلا له الآية.
قوله: " استقبل توبته " أي استأنفها وجددها. واستقال خطيئته: طلب الإقالة منها والرحمة. وبادر منيته: سابق الموت قبل أن يدهمه.

(١) النهاية لابن الأثير 1: 146، قال: " المجاديح، واحدها مجدح، والياء زائدة للاشباع، والقياس أن يكون واحدها " مجداح "، فأما " مجدح " فجمعه مجادح، والمجدح: نجم من النجوم، قيل:
هو الدبران، وقيل: هو ثلاثة كواكب كالأثافي تشبيها بالمجدح الذي له ثلاث شعب، وهو عند العرب من الأنواء الدالة على المطر، فجعل الاستغفار مشيها بالأنواء مخاطبة لهم بما يعرفون، لا قولا بالأنواء، وجاء بلفظ الجمع، لأنه أراد الأنواء جميعها التي يزعمون أن من شأنها المطر ".
(٨١)
التالي
الاولى ١
٣٣٢ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر أطراف مما شجر بين علي وعثمان في أثناء خلافته 2
2 فصل فيما شجر بين عثمان وابن عباس من الكلام في حضرة علي 17
3 أسباب المنافسة بين علي وعثمان 23
4 136 - من كلام له عليه السلام في وصف بيعته 30
5 137 - من كلام له عليه السلام في شأن طلحة والزبير 32
6 138 - من خطبة له عليه السلام يومىء فيها إلى ذكر الملاحم 39
7 فصل في الاعتراض وإيراد مثل منه 41
8 139 - من كلام له عليه السلام في وقت الشورى 48
9 من أخبار يوم الشورى وتولية عثمان 48
10 140 - من كلام له عليه السلام في النهى عن غيبة الناس 58
11 أقوال مأثورة في ذم الغيبة والاستماع إلى المغتابين 59
12 حكم الغيبة في الدين 65
13 فصل في الأسباب الباعثة على الغيبة 68
14 طريق التوبة من الغيبة 70
15 141 - من كلامه له عليه السلام في النهى عن التسرع بسوء الظن 71
16 142 - من كلامه له عليه السلام في أمر من وضع المعروف عند غير أهله 73
17 143 - من خطبة له عليه السلام في الاستسقاء 75
18 الثواب والعقاب عند المسلمين وأهل الكتاب 78
19 144 - من خطبة له عليه السلام في بعثة الأنبياء ثم استطراد إلى وصف بني هاشم 83
20 اختلاف الفرق الإسلامية في كون الأئمة من قريش 86
21 145 - من خطبة له عليه السلام في الزهد، وذكر البدع والسنن 90
22 146 - من كلام له عليه السلام وقد استشاره عمر في الشخوص لقتال الفرس بنفسه 94
23 يوم القادسية 95
24 يوم نهاوند 98
25 147 - من خطبة له في هدى الناس ببعثة الرسول عليه السلام، ذكر من انحرف عن القرآن، وفيها نبه الناس إلى مواطن الرشد والغي 102
26 148 - من كلام له عليه السلام في ذكر أهل البصرة 108
27 من أخبار يوم الجمل 110
28 مقتل طلحة والزبير 112
29 149 - من كلامه له عليه السلام قبل موته 115
30 150 - من خطبة له عليه السلام ويوميء فيها إلى الملاحم 125
31 151 - من خطبة له عليه السلام في التحذير من الفتن وغيرها مما يهلك 136
32 152 - من خطبة له في تمجيد الله وتعظيمه 146
33 أبحاث كلامية 146
34 عقيدة علي في عثمان ورأي المعتزلة في ذلك 152
35 153 - من خطبة له عليه السلام في تحذير الناس من الغفلة 156
36 154 - من خطبة له عليه السلام في وصف الداعي ووصف أهل البيت وذكر لزوم العمل بالعلم والعلم بالعمل 163
37 155 - ومن خطبة له عليه السلام يذكر فيها بديع خلقة الخفاش 180
38 فصل في ذكر بعض غرائب الطيور وما فيها من عجائب 182
39 156 - من كلام له عليه السلام خاطب به أهل البصرة على جهة اقتصاص الملاحم 188
40 فصل في ترجمة عائشة وذكر طرف من أخبارها 189
41 157 - ومن كلام له عليه السلام حينما قام إليه رجل وسأله عن الفتنة 204
42 158 - من خطبة له عليه السلام في وصف الدهر والتحفظ منه، وفيها جملة وصايا 208
43 159 - ومن خطبة له في حال الناس قبل البعثة وبعدها 216
44 160 - من خطبة له عليه السلام في وصف حاله مع أصحابه 220
45 161 - من خطبة له عليه السلام في تعظيم الله، وفيها ذكر شخص يزعم أنه يرجو الله وهو لا يعمل لرجائه، وفيها حث على الاقتداء بالأنبياء 222
46 162 - ومن خطبة له عليه السلام، ذكر فيها الرسول عليه السلام وشرف أسرته 236
47 163 - من كلام له عليه السلام لبعض أصحابه وقد سأله: كيف دفعكم قومكم عن هذا المقام وأنتم أحق به؟ 240
48 حديث عن امرئ القيس 243
49 164 - من خطبة له عليه السلام في تنزيه الله وتذكير الإنسان بهديه له في سبيل معيشته 251
50 مباحث كلامية 252
51 165 - من كلام قاله عليه السلام لعثمان بن عفان، لما اجتمع عليه الناس وسألوه مخاطبته عنهم 260
52 166 - من خطبة له يذكر فيها عجيب خلقة الطاوس، وفيها وصف الجنة 265
53 167 - من خطبة له عليه السلام، يوصى فيها بمكارم الأخلاق، ويوعد بني أمية 281
54 168 - من خطبة له عليه السلام في أول خلافته، وفيها حث على اتباع القرآن، وتأدية الفرائض 287
55 169 - من كلام له عليه السلام بعدما بويع له بالخلافة، وقد قال له قوم من الصحابة لو عاقبت قوما ممن أجلب على عثمان! 290
56 موقف على من قتلة عثمان 292
57 170 - من خطبة له عليه السلام عند مسير أصحاب الجمل إلى البصرة 294
58 171 - من كلام له عليه السلام لرجل من أهل البصرة وقد أرسله قومه ليعلم حقيقة حاله مع أصحاب الجمل 298
59 172 - من كلام له عليه السلام لما عزم على لقاء القوم بصفين 300
60 173 - من خطبة له عليه السلام، وفيها ذكر أصحاب الجمل 303
61 ذكر يوم الجمل ومسير عائشة إلى القتال 309
62 منافرة بين ولدي علي وطلحة 322
63 منافرة بين عبد الله بن الزبير وعبد الله بن العباس 323
64 174 - من خطبة له عليه السلام، فيمن هو أحق بالخلافة، وفيمن يجب قتاله، وفيها ذم للدنيا وتزهيد فيها 327