شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٨ - الصفحة ٩
السابق
أي أعانت ونصرت. والخميس: الجيش. والدعق قد فسره الرضى رحمه الله، ويجوز أن يفسر بأمر آخر، وهو الهيج والتنفير، دعق القوم يدعقهم دعقا أي هاج منهم ونفرهم.
ونواحر أرضهم، قد فسره رحمه الله أيضا، ويمكن أن يفسر بأمر آخر وهو أن يراد به أقصى أرضهم وآخرها، من قولهم لآخر ليلة في الشهر ناحرة.
وأعنان مساربهم ومسارحهم: جوانبها، والمسارب: ما يسرب فيه المال الراعي، والمسارح: ما يسرح فيه، والفرق بين " سرح " و " سرب "، أن السروح إنما يكون في أول النهار وليس ذلك بشرط في السروب.
[عود إلى أخبار صفين] واعلم أن هذا الكلام قاله أمير المؤمنين عليه السلام لأصحابه في صفين، يحرضهم به وقد ذكرنا من حديث صفين فيما تقدم أكثره، ونحن نذكر هاهنا تتمة القصة ليكون من وقف على ما تقدم وعلى هذا المذكور آنفا هنا قد وقف على قصة صفين بأسرها.
اتفق الناس كلهم أن عمارا رضي الله عنه أصيب مع علي عليه السلام بصفين، وقال كثير منهم، بل الأكثر أن أويسا (1) القرني أصيب أيضا مع علي عليه السلام بصفين.
وذكر ذلك نصر بن مزاحم في " كتاب صفين "، رواه عن حفص بن عمران البرجمي، عن عطاء بن السائب، عن أبي البختري، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله في أويس ما قال، وقال الناس كلهم: إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: " إن الجنة لتشتاق إلى

(1) هو أويس بن عامر القرني (بفتح القاف والراء) سيد التابعين، ذكره ابن حجر في تهذيب التهذيب.
(٩)
التالي
الاولى ١
٣٠٦ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 124 - من كلام له عليه السلام في حث أصحابه على القتال 2
2 عود إلى أخبار صفين 8
3 125 - من كلام له عليه السلام في الخوارج لما أنكروا تحكيم الرجال، ويذم فيه أصحابه في التحكيم 102
4 126 - من كلام له عليه السلام لما عوتب على التسوية في العطاء وتصبيره الناس أسوة في العطاء من غير تفضيل أولى السابقات والشرف 108
5 127 - من كلام له عليه السلام في الاحتجاج على الخوارج والنهى عن الفرقة 111
6 مذهب الخوارج في تكفير أهل الكبائر 112
7 فصل في ذكر الغلاة من الشيعة والنصيرية وغيرهم 118
8 128 - من كلام له عليه السلام فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة 124
9 أخبار صاحب الزنج وفتنته وما انتحله من عقائد 125
10 فصل في ذكر جنكز خان وفتنة التتر 217
11 129 - من خطبة له في ذكر المكاييل والموازين 243
12 نبذ من أقول الصالحين والحكماء 245
13 130 - من كلام له عليه السلام لأبي ذر رحمة الله لما أخرج إلى الربذة 251
14 131 - من كلامه له عليه السلام في حال نفسه وأوصاف الإمام 262
15 132 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه 267
16 133 - من خطبة له عليه السلام في صفة القرآن وصفة النبي وأوصاف الدنيا 271
17 فصل في الجناس وذكر أنواعه 275
18 134 - ومن كلام له عليه السلام وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج 295
19 غزوة فلسطين وفتح بيت المقدس 297
20 135 - ومن كلام له عليه السلام وقد وقع بينه وبين عثمان مشاجرة 300
21 فصل في نسب ثقيف وطرف من أخبارهم 302