شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٨ - الصفحة ٥٦
السابق
كما كان يفعل في مثلها * إذا ناب معصوصب منكر فإن يدفع الله عن نفسه * فحظ العراق به الأوفر إذا الأشتر الخير خلى العراق * فقد ذهب العرف والمنكر وتلك العراق ومن عرفت * كفقع تضمنه القرقر (1) قال نصر: وحدثنا محمد بن عتبة الكندي، قال: حدثني شيخ من حضرموت شهد مع علي عليه السلام صفين، قال: كان منا رجل يعرف بهانئ بن فهد (2)، وكان شجاعا، فخرج رجل من أهل الشام يدعو إلى البراز فلم يخرج إليه أحد، فقال هانئ:
سبحان الله! ما يمنعكم أن يخرج منكم رجل إلى هذا! فوالله لولا أنى موعوك، وأنى أجد ضعفا شديدا لخرجت إليه، فما رد أحد عليه، فقام وشد عليه سلاحه ليخرج، فقال له أصحابه: يا سبحان الله! أنت موعوك وعكة شديدة، فكيف تخرج! قال: والله لأخرجن ولو قتلني، فخرج، فلما رآه عرفه، وإذا الرجل من قومه من حضرموت، يقال:
له يعمر بن أسد الحضرمي، فقال: يا هانئ، أرجع فإنه إن يخرج إلى رجل غيرك أحب إلى، فإني لا أحب قتلك. قال هانئ: سبحان الله! أرجع وقد خرجت، لا والله لأقاتلن اليوم حتى أقتل، ولا أبالي قتلتني أنت أو غيرك! ثم مشى نحوه، وقال: اللهم في سبيلك ونصرا لابن عم رسولك. واختلفا ضربتين، فقتله هانئ، وشد أصحاب يعمر بن أسد على هانئ، فشد أصحاب هانئ عليهم، فاقتتلوا وانفرجوا عن اثنين وثلاثين قتيلا. ثم إن عليا عليه السلام أرسل إلى جميع العسكر: أن احملوا، فحمل الناس كلهم على راياتهم، كل منهم

(1) الفقع: الكمأة الرخوة، والقرقر: الأرض اللينة المطمئنة. والشعر في صفين 451 - 452.
(2) صفين: " ابن نمر ".
(٥٦)
التالي
الاولى ١
٣٠٦ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 124 - من كلام له عليه السلام في حث أصحابه على القتال 2
2 عود إلى أخبار صفين 8
3 125 - من كلام له عليه السلام في الخوارج لما أنكروا تحكيم الرجال، ويذم فيه أصحابه في التحكيم 102
4 126 - من كلام له عليه السلام لما عوتب على التسوية في العطاء وتصبيره الناس أسوة في العطاء من غير تفضيل أولى السابقات والشرف 108
5 127 - من كلام له عليه السلام في الاحتجاج على الخوارج والنهى عن الفرقة 111
6 مذهب الخوارج في تكفير أهل الكبائر 112
7 فصل في ذكر الغلاة من الشيعة والنصيرية وغيرهم 118
8 128 - من كلام له عليه السلام فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة 124
9 أخبار صاحب الزنج وفتنته وما انتحله من عقائد 125
10 فصل في ذكر جنكز خان وفتنة التتر 217
11 129 - من خطبة له في ذكر المكاييل والموازين 243
12 نبذ من أقول الصالحين والحكماء 245
13 130 - من كلام له عليه السلام لأبي ذر رحمة الله لما أخرج إلى الربذة 251
14 131 - من كلامه له عليه السلام في حال نفسه وأوصاف الإمام 262
15 132 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه 267
16 133 - من خطبة له عليه السلام في صفة القرآن وصفة النبي وأوصاف الدنيا 271
17 فصل في الجناس وذكر أنواعه 275
18 134 - ومن كلام له عليه السلام وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج 295
19 غزوة فلسطين وفتح بيت المقدس 297
20 135 - ومن كلام له عليه السلام وقد وقع بينه وبين عثمان مشاجرة 300
21 فصل في نسب ثقيف وطرف من أخبارهم 302