شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٨ - الصفحة ٣٥
السابق
إلى بطني، فإذا هو قد انشق، فجاء علي عليه السلام حتى وقف عليه، وحوله عصابة من أسلم قد صرعوا معه، وقوم من القراء، فجزع عليه، وقال:
جزى الله خيرا عصبة أسلمية * صباح الوجوه صرعوا حول هاشم يزيد وسعدان وبشر ومعبد * وسفيان، وابنا معبد ذي المكارم وعروة لا يبعد نثاه وذكره (1) * إذا اخترطت يوما خفاف الصوارم (2) قال نصر: وحدثنا عمر بن سعد، عن الشعبي، عن أبي سلمة (3)، أن هاشم بن عتبة استصرخ الناس عند المساء: (4) ألا من كان له إلى الله حاجة ومن كان يريد الآخرة فليقبل (4). فأقبل إليه ناس كثير شد بهم على أهل الشام مرارا، ليس من وجه يحمل عليه إلا صبروا له، فقاتل قتالا شديدا ثم قال لأصحابه: لا يهولنكم ما ترون من صبرهم، فوالله ما ترون منهم إلا حمية العرب وصبرها تحت راياتها، وعند مراكزها، وإنهم لعلى الضلال، وإنكم لعلى الحق، يا قوم اصبروا وصابروا واجتمعوا، وامشوا بنا إلى عدونا على تؤده، رويدا. واذكروا الله، ولا يسلمن رجل أخاه، ولا تكثروا الالتفات، واصمدوا صمدهم، وجالدوهم محتسبين حتى يحكم الله بيننا وبينهم، وهو خير الحاكمين.
قال أبو سلمة فبينا هو وعصابة من القراء يجالدون أهل الشام، إذ طلع عليهم فتى شاب، وهو يقول:
أنا ابن أرباب ملوك غسان * والدائن اليوم بدين عثمان

(1) نثاه: خبره.
(2) اخترطت: سلت، والخبر في صفين 404، 405.
(3) صفين: " عن عمرو بن شمر، عن رجل ".
(4 - 4) صفين: " ألا من كان يريد الله والدار الآخرة فليقل " (5) صفين: " غسان ".
(٣٥)
التالي
الاولى ١
٣٠٦ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 124 - من كلام له عليه السلام في حث أصحابه على القتال 2
2 عود إلى أخبار صفين 8
3 125 - من كلام له عليه السلام في الخوارج لما أنكروا تحكيم الرجال، ويذم فيه أصحابه في التحكيم 102
4 126 - من كلام له عليه السلام لما عوتب على التسوية في العطاء وتصبيره الناس أسوة في العطاء من غير تفضيل أولى السابقات والشرف 108
5 127 - من كلام له عليه السلام في الاحتجاج على الخوارج والنهى عن الفرقة 111
6 مذهب الخوارج في تكفير أهل الكبائر 112
7 فصل في ذكر الغلاة من الشيعة والنصيرية وغيرهم 118
8 128 - من كلام له عليه السلام فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة 124
9 أخبار صاحب الزنج وفتنته وما انتحله من عقائد 125
10 فصل في ذكر جنكز خان وفتنة التتر 217
11 129 - من خطبة له في ذكر المكاييل والموازين 243
12 نبذ من أقول الصالحين والحكماء 245
13 130 - من كلام له عليه السلام لأبي ذر رحمة الله لما أخرج إلى الربذة 251
14 131 - من كلامه له عليه السلام في حال نفسه وأوصاف الإمام 262
15 132 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه 267
16 133 - من خطبة له عليه السلام في صفة القرآن وصفة النبي وأوصاف الدنيا 271
17 فصل في الجناس وذكر أنواعه 275
18 134 - ومن كلام له عليه السلام وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج 295
19 غزوة فلسطين وفتح بيت المقدس 297
20 135 - ومن كلام له عليه السلام وقد وقع بينه وبين عثمان مشاجرة 300
21 فصل في نسب ثقيف وطرف من أخبارهم 302