شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٨ - الصفحة ٢٨٦
السابق
وأبى سعيد الضرير، فإنهما قالا لما امتدح عبد الله بن طاهر بقصيدة، وفى افتتاحها تكلف وتعجرف: لم لا تقول ما يفهم؟ فقال لهما: لم لا تفهمان ما يقال!
والضرب الثاني من هذا القسم عكس الحروف، وهو كقول بعضهم وقد أهدى لصديق له كرسيا:
أهديت شيئا يقل لولا * أحدوثة الفال والتبرك " كرسي " تفاءلت فيه لما * رأيت مقلوبه " يسرك " وكقول الاخر:
كيف السرور بإقبال وآخره * إذا تأملته مقلوب إقبال أي لا بقاء (1).
وكقول الاخر:
جاذبتها والريح تجذب عقربا * من فوق خد مثل قلب العقرب وطفقت ألثم ثغرها فتمنعت * وتحجبت عنى بقلب العقرب يريد " برقعا " (2).
ومنها النوع المسمى المجنب، وهو أن يجمع بين كلمتين إحداهما كالجنيبة التابعة للأخرى، مثل قول بعضهم:
أبا الفياض لا تحسب بأني * لفقري من حلى الاشعار عاري (3) فلي طبع كسلسال معين * زلال من ذري الأحجار جاري وهذا في التحقيق هو الباب المسمى لزوم مالا يلزم، وليس من باب التجنيس.
ومنها المقلوب، وهو ما يتساوى وزنه وتركيبه إلا أن حروفه تتقدم وتتأخر، مثل قول أبى تمام:

(1) وهو مقلوب " إقبال ".
(2) وهو مقلوب لفظ " العقرب ".
(3) في المثل السائر: " أبا العباس ".
(٢٨٦)
التالي
الاولى ١
٣٠٦ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 124 - من كلام له عليه السلام في حث أصحابه على القتال 2
2 عود إلى أخبار صفين 8
3 125 - من كلام له عليه السلام في الخوارج لما أنكروا تحكيم الرجال، ويذم فيه أصحابه في التحكيم 102
4 126 - من كلام له عليه السلام لما عوتب على التسوية في العطاء وتصبيره الناس أسوة في العطاء من غير تفضيل أولى السابقات والشرف 108
5 127 - من كلام له عليه السلام في الاحتجاج على الخوارج والنهى عن الفرقة 111
6 مذهب الخوارج في تكفير أهل الكبائر 112
7 فصل في ذكر الغلاة من الشيعة والنصيرية وغيرهم 118
8 128 - من كلام له عليه السلام فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة 124
9 أخبار صاحب الزنج وفتنته وما انتحله من عقائد 125
10 فصل في ذكر جنكز خان وفتنة التتر 217
11 129 - من خطبة له في ذكر المكاييل والموازين 243
12 نبذ من أقول الصالحين والحكماء 245
13 130 - من كلام له عليه السلام لأبي ذر رحمة الله لما أخرج إلى الربذة 251
14 131 - من كلامه له عليه السلام في حال نفسه وأوصاف الإمام 262
15 132 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه 267
16 133 - من خطبة له عليه السلام في صفة القرآن وصفة النبي وأوصاف الدنيا 271
17 فصل في الجناس وذكر أنواعه 275
18 134 - ومن كلام له عليه السلام وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج 295
19 غزوة فلسطين وفتح بيت المقدس 297
20 135 - ومن كلام له عليه السلام وقد وقع بينه وبين عثمان مشاجرة 300
21 فصل في نسب ثقيف وطرف من أخبارهم 302