شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٨ - الصفحة ٢٦١
السابق
إذا أخرجوك منه؟ قلت: آخذ سيفي فأضربهم به. فقال: ألا أدلك على خير من ذلك؟
انسق معهم حيث ساقوك، وتسمع وتطيع. فسمعت وأطعت وأنا أسمع وأطيع، والله ليلقين الله عثمان وهو آثم في جنبي.
* * * واعلم أن أصحابنا رحمهم الله قد رووا أخبارا كثيرة معناها أنه أخرج إلى الربذة باختياره.
وحكى قاضى القضاة رحمه الله في " المغني " عن شيخنا أبى على رحمه الله، أن الناس اختلفوا في أمر أبي ذر، وأن الرواية وردت بأنه قيل له: أعثمان أنزلك الربذة؟ فقال:
لا بل أنا اخترت لنفسي ذلك.
وروى أبو علي أيضا أن معاوية كتب يشكوه وهو بالشام، فكتب إليه عثمان: أن صر إلى المدينة. فلما صار إليها، قال له: ما أخرجك إلى الشام؟ قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: " إذا بلغت عمارة المدينة موضع كذا فأخرج منها "، فلذلك خرجت. فقال: أي البلاد أحب إليك بعد الشام؟ قال الربذة، فقال: صر إليها.
وروى الشيخ أبو علي أيضا عن زيد بن وهب، قال: قلت لأبي ذر وهو بالربذة:
ما أنزلك هذا المنزل؟ قال: أخبرك أنى كنت بالشام، فذكرت قوله تعالى: ﴿والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها﴾ (1). فقال لي معاوية: هذه نزلت في أهل الكتاب، فقلت: فيهم وفينا. فكتب معاوية إلى عثمان في ذلك، فكتب إلى: أن أقدم، فقدمت عليه، فانثال الناس إلى كأنهم لم يعرفوني، فشكوت ذلك إلى عثمان، فخيرني وقال:
انزل حيث شئت، فنزلت الربذة.
ونحن نقول: هذه الأخبار وإن كانت قد رويت، لكنها ليست في الاشتهار

(٢٦١)
التالي
الاولى ١
٣٠٦ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 124 - من كلام له عليه السلام في حث أصحابه على القتال 2
2 عود إلى أخبار صفين 8
3 125 - من كلام له عليه السلام في الخوارج لما أنكروا تحكيم الرجال، ويذم فيه أصحابه في التحكيم 102
4 126 - من كلام له عليه السلام لما عوتب على التسوية في العطاء وتصبيره الناس أسوة في العطاء من غير تفضيل أولى السابقات والشرف 108
5 127 - من كلام له عليه السلام في الاحتجاج على الخوارج والنهى عن الفرقة 111
6 مذهب الخوارج في تكفير أهل الكبائر 112
7 فصل في ذكر الغلاة من الشيعة والنصيرية وغيرهم 118
8 128 - من كلام له عليه السلام فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة 124
9 أخبار صاحب الزنج وفتنته وما انتحله من عقائد 125
10 فصل في ذكر جنكز خان وفتنة التتر 217
11 129 - من خطبة له في ذكر المكاييل والموازين 243
12 نبذ من أقول الصالحين والحكماء 245
13 130 - من كلام له عليه السلام لأبي ذر رحمة الله لما أخرج إلى الربذة 251
14 131 - من كلامه له عليه السلام في حال نفسه وأوصاف الإمام 262
15 132 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه 267
16 133 - من خطبة له عليه السلام في صفة القرآن وصفة النبي وأوصاف الدنيا 271
17 فصل في الجناس وذكر أنواعه 275
18 134 - ومن كلام له عليه السلام وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج 295
19 غزوة فلسطين وفتح بيت المقدس 297
20 135 - ومن كلام له عليه السلام وقد وقع بينه وبين عثمان مشاجرة 300
21 فصل في نسب ثقيف وطرف من أخبارهم 302