شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٨ - الصفحة ١٩٣
السابق
عن نهر ابن سمعان حتى وافوا بهم طرف المدينة وركب الناجم بنفسه في جمع من خواصه، فتلقاه أصحاب الموفق، فعرفوه وحملوا عليه، وكشفوا من كان معه حتى أفرد، وقرب منه بعض الرجالة حتى ضرب وجه فرسه بترسه، وكان ذلك وقت غروب الشمس، وحجز الليل بينهم وبينه وأظلم، وهبت ريح شمال عاصف، وقوى الجزر: فلصق أكثر سفن الموفق بالطين، وحرض الناجم أصحابه، فثاب منهم جمع كثير، فشدوا على سفن الموفق، فنالوا منها نيلا، وقتلوا نفرا، وصمد بهبوذ الزنجي لمسرور البلخي بنهر الغربي فأوقع به، وقتل جماعة من أصحابه، وأسر أسرى، وصار في يده دواب من دوابهم، فكسر ذلك من نشاط أصحاب الموفق، وقد كان هرب في هذا اليوم من قواد صاحب الزنج، وتفرقوا على وجوههم نحو نهر الأمير وعبادان وغيرهما، وكان ممن هرب ذلك اليوم منهم أخو سليمان ابن موسى الشعراني، ومحمد وعيسى، فمضيا يؤمان البادية حتى انتهى إليهما رجوع أصحاب الموفق، وما نيل منهم، فرجعا وهرب جماعة من العرب الذين كانوا في عسكر الناجم، وصاروا إلى البصرة، وبعثوا يطلبون الأمان من أبى أحمد، فأمنهم ووجه إليهم السفن، وحملهم إلى الموفقية، وخلع عليهم وأجرى لهم الأرزاق والانزال.
وكان ممن رغب في الأمان من قواد الناجم القائد المعروف بريحان بن صالح المغربي، وكانت له رياسة وقيادة، وكان يتولى حجبة أنكلاني بن الناجم. فكتب ريحان يطلب الأمان لنفسه ولجماعة من أصحابه، فأجيب إلى ذلك، وأنفذ إليه عدد كثير من الشذا والسميريات والمعابر مع لزيرك القائد، صاحب مقدمة أبى العباس، فسلك نهر اليهودي إلى آخره فألفى به ريحان القائد ومن كان معه من أصحابه، وقد كان الموعد تقدم منه في موافاة ذلك الموضع، فسار لزيرك به وبهم إلى دار الموفق، فأمر لريحان بخلع جليلة،
(١٩٣)
التالي
الاولى ١
٣٠٦ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 124 - من كلام له عليه السلام في حث أصحابه على القتال 2
2 عود إلى أخبار صفين 8
3 125 - من كلام له عليه السلام في الخوارج لما أنكروا تحكيم الرجال، ويذم فيه أصحابه في التحكيم 102
4 126 - من كلام له عليه السلام لما عوتب على التسوية في العطاء وتصبيره الناس أسوة في العطاء من غير تفضيل أولى السابقات والشرف 108
5 127 - من كلام له عليه السلام في الاحتجاج على الخوارج والنهى عن الفرقة 111
6 مذهب الخوارج في تكفير أهل الكبائر 112
7 فصل في ذكر الغلاة من الشيعة والنصيرية وغيرهم 118
8 128 - من كلام له عليه السلام فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة 124
9 أخبار صاحب الزنج وفتنته وما انتحله من عقائد 125
10 فصل في ذكر جنكز خان وفتنة التتر 217
11 129 - من خطبة له في ذكر المكاييل والموازين 243
12 نبذ من أقول الصالحين والحكماء 245
13 130 - من كلام له عليه السلام لأبي ذر رحمة الله لما أخرج إلى الربذة 251
14 131 - من كلامه له عليه السلام في حال نفسه وأوصاف الإمام 262
15 132 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه 267
16 133 - من خطبة له عليه السلام في صفة القرآن وصفة النبي وأوصاف الدنيا 271
17 فصل في الجناس وذكر أنواعه 275
18 134 - ومن كلام له عليه السلام وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج 295
19 غزوة فلسطين وفتح بيت المقدس 297
20 135 - ومن كلام له عليه السلام وقد وقع بينه وبين عثمان مشاجرة 300
21 فصل في نسب ثقيف وطرف من أخبارهم 302