شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٨ - الصفحة ١٧١
السابق
أبو العباس برؤوس وأسرى من أصحاب الشعراني، كان، لقيهم، فأمر أبو أحمد بالأسرى فضربت أعناقهم، ورحل يريد المدينة التي بناها الشعراني، وسماها المنيعة بسوق الخميس.
وإنما بدأ أبو أحمد بحرب الشعراني قبل حرب سليمان بن جامع، لان الشعراني كان وراءه، فخاف إن بدأ بابن جامع، أن يأتيه الشعراني من ورائه، فيشغله عمن هو أمامه، فلما قرب من المدينة، خرج إليه الزنج، فحاربوه حربا ضعيفة، وانهزموا، فعلا أصحاب أبي العباس السور، ووضعوا السيف فيمن لقيهم وتفرق الزنج، ودخل أبو العباس المدينة، فقتلوا وأسروا، وحووا ما كان فيها، وأفلت الشعراني هاربا ومعه خواصه، فاتبعهم أصحاب أبي العباس، حتى وافوا بهم البطائح، فغرق منهم خلق كثير، ولجأ الباقون إلى الآجام، وانصرف الناس، وقد استنقذ من المسلمات اللواتي كن بأيدي الزنج في هذه المدينة خاصة خمسة آلاف امرأة، سوى من ظفر به من الزنجيات (1).
فأمر أبو أحمد بحمل النساء اللواتي سباهن الزنج إلى واسط، وأن يدفعن إلى أوليائهن، وبات أبو أحمد بحيال المدينة، ثم باكرها، وأذن للناس في نهب ما فيها من أمتعة الزنج، فدخلت ونهب كل ما كان بها، وأمر بهدم سورها، وطم (2) خندقها وإحراق ما كان بقي منها، وظفر في تلك القرى التي كانت في يد الشعراني بما لا يحصى من الأرز والحنطة والشعير، وقد كان الشعراني استولى على ذلك كله، وقتل أصحابه، فأمر أبو أحمد ببيعه وصرف ثمنه في أعطيات مواليه وغلمانه وجنده.

(1) الطبري: " من الزنجيات اللواتي كن في سوق الخميس ".
(2) طم الخندق والنهر: ردمه.
(١٧١)
التالي
الاولى ١
٣٠٦ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 124 - من كلام له عليه السلام في حث أصحابه على القتال 2
2 عود إلى أخبار صفين 8
3 125 - من كلام له عليه السلام في الخوارج لما أنكروا تحكيم الرجال، ويذم فيه أصحابه في التحكيم 102
4 126 - من كلام له عليه السلام لما عوتب على التسوية في العطاء وتصبيره الناس أسوة في العطاء من غير تفضيل أولى السابقات والشرف 108
5 127 - من كلام له عليه السلام في الاحتجاج على الخوارج والنهى عن الفرقة 111
6 مذهب الخوارج في تكفير أهل الكبائر 112
7 فصل في ذكر الغلاة من الشيعة والنصيرية وغيرهم 118
8 128 - من كلام له عليه السلام فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة 124
9 أخبار صاحب الزنج وفتنته وما انتحله من عقائد 125
10 فصل في ذكر جنكز خان وفتنة التتر 217
11 129 - من خطبة له في ذكر المكاييل والموازين 243
12 نبذ من أقول الصالحين والحكماء 245
13 130 - من كلام له عليه السلام لأبي ذر رحمة الله لما أخرج إلى الربذة 251
14 131 - من كلامه له عليه السلام في حال نفسه وأوصاف الإمام 262
15 132 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه 267
16 133 - من خطبة له عليه السلام في صفة القرآن وصفة النبي وأوصاف الدنيا 271
17 فصل في الجناس وذكر أنواعه 275
18 134 - ومن كلام له عليه السلام وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج 295
19 غزوة فلسطين وفتح بيت المقدس 297
20 135 - ومن كلام له عليه السلام وقد وقع بينه وبين عثمان مشاجرة 300
21 فصل في نسب ثقيف وطرف من أخبارهم 302