شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٨ - الصفحة ١٧٠
السابق
الزنج جماعة وتمادت الأيام بينه وبينهم، واتصل بأبي أحمد الموفق أن سليمان بن موسى الشعراني والجبائي ومن بالاعمال الواسطية من قواد صاحب الزنج، كاتبوا صاحبهم، وسألوه إمدادهم بعلي بن أبان المهلبي وهو المقيم حينئذ بأعمال الأهواز، والمستولي عليها، وكان علي بن أبان قائد القواد وأمير الامراء فيهم، فكتب الناجم إلى علي بن أبان يأمره بالمصير بجميع من معه إلى ناحية سليمان بن جامع، ليجتمعا على حرب أبى العباس.
فصح عزم أبى أحمد على الشخوص إلى واسط وحضور الحرب بنفسه فخرج عن بغداد في صفر من هذه السنة، وعسكر بالفرك وأقام بها أياما، حتى تلاحق به عسكره، ومن أراد المسير معه، وقد أعد آلة الماء (1) ورحل من الفرك إلى المدائن، ثم إلى دير العاقول، ثم إلى جرجرايا، ثم قنى، ثم جبل، ثم الصلح، حتى نزل على فرسخ من واسط.
وتلقاه ابنه أبو العباس في جريدة خيل فيها وجوه قواده، فسأله أبوه عن خبرهم، فوصف له بلاءهم ونصحهم، فخلع أبو أحمد على أبى العباس، ثم على القواد الذين كانوا معه، وانصرف أبو العباس إلى معسكره بالعمر فبات به، فلما كان صبيحة الغد، رجل أبو أحمد منحدرا في الماء، وتلقاه ابنه أبو العباس في آلات الماء بجميع العسكر في هيئة الحرب، على الوضع الذي كانوا يحاربون الزنج عليه فاستحسن أبو أحمد هيئتهم، وسر بذلك، وسار أبو أحمد حتى نزل بإزاء القرية المعروفة بقرية عبد الله، ووضع العطاء، فأعطى الجيش كله أرزاقهم، وقدم ابنه أبا العباس أمامه في السفن، وسار وراءه. فتلقاه

(1) الطبري: " وقد أعد له قبل ذلك الشذا والسميريات والمعابر ".
(١٧٠)
التالي
الاولى ١
٣٠٦ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 124 - من كلام له عليه السلام في حث أصحابه على القتال 2
2 عود إلى أخبار صفين 8
3 125 - من كلام له عليه السلام في الخوارج لما أنكروا تحكيم الرجال، ويذم فيه أصحابه في التحكيم 102
4 126 - من كلام له عليه السلام لما عوتب على التسوية في العطاء وتصبيره الناس أسوة في العطاء من غير تفضيل أولى السابقات والشرف 108
5 127 - من كلام له عليه السلام في الاحتجاج على الخوارج والنهى عن الفرقة 111
6 مذهب الخوارج في تكفير أهل الكبائر 112
7 فصل في ذكر الغلاة من الشيعة والنصيرية وغيرهم 118
8 128 - من كلام له عليه السلام فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة 124
9 أخبار صاحب الزنج وفتنته وما انتحله من عقائد 125
10 فصل في ذكر جنكز خان وفتنة التتر 217
11 129 - من خطبة له في ذكر المكاييل والموازين 243
12 نبذ من أقول الصالحين والحكماء 245
13 130 - من كلام له عليه السلام لأبي ذر رحمة الله لما أخرج إلى الربذة 251
14 131 - من كلامه له عليه السلام في حال نفسه وأوصاف الإمام 262
15 132 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه 267
16 133 - من خطبة له عليه السلام في صفة القرآن وصفة النبي وأوصاف الدنيا 271
17 فصل في الجناس وذكر أنواعه 275
18 134 - ومن كلام له عليه السلام وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج 295
19 غزوة فلسطين وفتح بيت المقدس 297
20 135 - ومن كلام له عليه السلام وقد وقع بينه وبين عثمان مشاجرة 300
21 فصل في نسب ثقيف وطرف من أخبارهم 302