شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٨ - الصفحة ١٦٩
السابق
أبو العباس، فأقام بمعسكره بالعمر، وأصلح ما كان أخذ منهم من الشذا والسفن (1)، ورتب الرجال فيها وأقام الزنج بعد ذلك عشرين يوما لا يظهر منهم أحد.
قال أبو جعفر: ثم أن الجبائي صار بعد ذلك يجئ في الطلائع كل ثلاثة أيام وينصرف، وحفر في طريق عسكر أبى العباس آبارا، وصير فيها سفافيد حديد، وغشاها بالبواري، وأخفى مواضعها، وجعلها على سنن مسير الخيل ليتهور فيها المجتازون بها، وجعل بواقي طرف العسكر متعرضا به، لتخرج الخيل طالبة له، فجاء يوما وطلبته الخيل كما كانت تطلبه، فقطر (2) فرس رجل من قواد الفراغنة في بعض تلك الآبار فوقف أصحاب أبي العباس بما ناله من ذلك على ما كان دبره الجبائي، فحذروا ذلك، وتنكبوا سلوك تلك الطريق.
قال أبو جعفر: وألح الزنج في مغاداة العسكر في كل يوم بالحرب، وعسكروا بنهر الأمير في جمع كثير، وكتب سليمان إلى الناجم يسأله إمداده بسميريات، لكل واحدة منهن أربعون مجدافا، فوافاه من ذلك في مقدار عشرين يوما أربعون سميرية فيها الرجال والسيوف والتراس والرماح، فكانت لأبي العباس معهم وقعات عظيمة، وفي أكثرها الظفر لأصحابه والخذلان على الزنج، ولج أبو العباس في دخول الأنهار والمضايق، حتى انتهى إلى مدينة سليمان بن موسى الشعراني بنهر الخميس التي بناها وسماها المنيعة وخاطر أبو العباس بنفسه مرارا، وسلم بعد أن شارف العطب، واستأمن إليه جماعة من قواد الزنج فأمنهم، وخلع عليهم وضمهم إلى عسكره، وقتل من قواد

(1) الطبري: " والسميريات ".
(2) قطر: ذهب وأسرع.
(١٦٩)
التالي
الاولى ١
٣٠٦ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 124 - من كلام له عليه السلام في حث أصحابه على القتال 2
2 عود إلى أخبار صفين 8
3 125 - من كلام له عليه السلام في الخوارج لما أنكروا تحكيم الرجال، ويذم فيه أصحابه في التحكيم 102
4 126 - من كلام له عليه السلام لما عوتب على التسوية في العطاء وتصبيره الناس أسوة في العطاء من غير تفضيل أولى السابقات والشرف 108
5 127 - من كلام له عليه السلام في الاحتجاج على الخوارج والنهى عن الفرقة 111
6 مذهب الخوارج في تكفير أهل الكبائر 112
7 فصل في ذكر الغلاة من الشيعة والنصيرية وغيرهم 118
8 128 - من كلام له عليه السلام فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة 124
9 أخبار صاحب الزنج وفتنته وما انتحله من عقائد 125
10 فصل في ذكر جنكز خان وفتنة التتر 217
11 129 - من خطبة له في ذكر المكاييل والموازين 243
12 نبذ من أقول الصالحين والحكماء 245
13 130 - من كلام له عليه السلام لأبي ذر رحمة الله لما أخرج إلى الربذة 251
14 131 - من كلامه له عليه السلام في حال نفسه وأوصاف الإمام 262
15 132 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه 267
16 133 - من خطبة له عليه السلام في صفة القرآن وصفة النبي وأوصاف الدنيا 271
17 فصل في الجناس وذكر أنواعه 275
18 134 - ومن كلام له عليه السلام وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج 295
19 غزوة فلسطين وفتح بيت المقدس 297
20 135 - ومن كلام له عليه السلام وقد وقع بينه وبين عثمان مشاجرة 300
21 فصل في نسب ثقيف وطرف من أخبارهم 302