شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٨ - الصفحة ١٥٥
السابق
جيش أبى أحمد، وجزعوا جزعا شديدا، ولجأوا إلى النهر المعروف بنهر أبى الخصيب، ولا جسر يومئذ عليه، فغرق منهم خلق كثير، ولم يلبث صاحب الزنج إلا يسيرا حتى وافاه علي بن أبان في أصحابه، فوافاه وقد استغنى عنه بهزيمة الجيش السلطاني، وتحيز أبو أحمد بالجيش إلى الأبلة، ليجمع ما فرقت الهزيمة منه، ويجدد الاستعداد للحرب، ثم صار إلى نهر أبى الأسد فأقام به.
* * * قال أبو جعفر: فحدثني محمد بن الحسن، قال: فكان صاحب الزنج لا يدرى كيف قتل مفلح، فلما لم ير أحدا ينتحل رميه ادعى أنه كان الرامي له، قال فسمعته يقول:
سقط بين يدي سهم من السماء، فأتاني به واح خادمي فدفعه إلى، فرميت به فأصاب مفلحا فقتله، قال محمد: وكذب في ذلك، لأني كنت حاضرا معه ذلك المشهد، ما زال عن فرسه حتى أتاه خبر الهزيمة (1).
* * * قال أبو جعفر: ثم إن الله تعالى أصاب صاحب الزنج بمصيبة تعادل فرحه وسروره بقتل مفلح عقيب قتل مفلح، وذلك أن قائده الجليل يحيى بن محمد البحراني أسر وقتل، وصورة ذلك أن صاحب الزنج كان قد كتب إلى يحيى بن محمد، يعلمه ورود هذا الجيش عليه، ويأمره بالقدوم والتحرر في منصرفه من أن يلقاه أحد منهم، وقد كان يحيى غنم سفنا فيها متاع وأموال، لتجار الأهواز جليلة، وحامى عنها أصحاب أصغجون التركي فلم يغن، وهزمهم يحيى، ومضى الزنج بالسفن المذكورة يمدونها متوجهين نحو معسكر صاحب الزنج على سمت البطيحة المعروفة بسبخة السحناة وهي طريقة متعسقة وعرة،

(1) بعدها في الطبري: " وأتى بالرؤوس وانقضت الحرب ".
(١٥٥)
التالي
الاولى ١
٣٠٦ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 124 - من كلام له عليه السلام في حث أصحابه على القتال 2
2 عود إلى أخبار صفين 8
3 125 - من كلام له عليه السلام في الخوارج لما أنكروا تحكيم الرجال، ويذم فيه أصحابه في التحكيم 102
4 126 - من كلام له عليه السلام لما عوتب على التسوية في العطاء وتصبيره الناس أسوة في العطاء من غير تفضيل أولى السابقات والشرف 108
5 127 - من كلام له عليه السلام في الاحتجاج على الخوارج والنهى عن الفرقة 111
6 مذهب الخوارج في تكفير أهل الكبائر 112
7 فصل في ذكر الغلاة من الشيعة والنصيرية وغيرهم 118
8 128 - من كلام له عليه السلام فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة 124
9 أخبار صاحب الزنج وفتنته وما انتحله من عقائد 125
10 فصل في ذكر جنكز خان وفتنة التتر 217
11 129 - من خطبة له في ذكر المكاييل والموازين 243
12 نبذ من أقول الصالحين والحكماء 245
13 130 - من كلام له عليه السلام لأبي ذر رحمة الله لما أخرج إلى الربذة 251
14 131 - من كلامه له عليه السلام في حال نفسه وأوصاف الإمام 262
15 132 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه 267
16 133 - من خطبة له عليه السلام في صفة القرآن وصفة النبي وأوصاف الدنيا 271
17 فصل في الجناس وذكر أنواعه 275
18 134 - ومن كلام له عليه السلام وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج 295
19 غزوة فلسطين وفتح بيت المقدس 297
20 135 - ومن كلام له عليه السلام وقد وقع بينه وبين عثمان مشاجرة 300
21 فصل في نسب ثقيف وطرف من أخبارهم 302