شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٨ - الصفحة ١٣٥
السابق
أمر الذين فهموا عنه قوله أن يفهموه من لا فهم له من عجمهم، لتطيب بذلك أنفسهم، ففعلوا ذلك.
* * * قال أبو جعفر: فلما كان في اليوم الثالث من شوال، وافاه الحميري أحد عمال السلطان بتلك النواحي، في عدد كثير، فخرج إليه صاحب الزنج في أصحابه، فطرده وهزم أصحابه، حتى صاروا في بطن دجلة، واستأمن إلى صاحب الزنج رجل من رؤساء السودان، يعرف بأبي صالح القصير في ثلاثمائة من الزنج، فلما كثر من اجتمع إليه من الزنج قود قواده، وقال لهم: من أتى منكم برجل من السودان فهو مضموم إليه.
قال أبو جعفر: وانتهى إليه أن قوما من أعوان السلطان هناك، منهم خليفة بن أبي عون على الأبلة، ومنهم الحميري قد أقبلوا نحوه، فأمر أصحابه بالاستعداد لهم، فاجتمعوا للحرب، وليس في عسكره يومئذ إلا ثلاثة أسياف: سيفه، وسيف علي بن أبان، وسيف محمد بن سلم، ولحقه القوم ونادى الزنج، فبدر مفرج النوبي والمكنى بأبي صالح، وريحان ابن صالح، وفتح الحجام، وقد كان فتح حينئذ يأكل وبين يديه طبق فلما نهض تناول ذلك الطبق، وتقدم أمام أصحابه، فلقيه رجل من عسكر أصحاب السلطان، فلما رآه فتح حمل عليه وحذفه بالطبق الذي كان في يده، فرمى الرجل (1) سلاحه، وولى هاربا، وانهزم القوم كلهم، وكانوا أربعة آلاف، فذهبوا على وجوههم وقتل من قتل منهم، ومات بعضهم عطشا، وأسر كثير منهم، فأتى بهم صاحب الزنج، فأمر بضرب أعناقهم، فضربت، وحملت الرؤوس على بغال كان أخذها من الشورجيين، كانت تنقل الشورج.
* * *

(1) الطبري: " فرمى بلبل ".
(١٣٥)
التالي
الاولى ١
٣٠٦ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 124 - من كلام له عليه السلام في حث أصحابه على القتال 2
2 عود إلى أخبار صفين 8
3 125 - من كلام له عليه السلام في الخوارج لما أنكروا تحكيم الرجال، ويذم فيه أصحابه في التحكيم 102
4 126 - من كلام له عليه السلام لما عوتب على التسوية في العطاء وتصبيره الناس أسوة في العطاء من غير تفضيل أولى السابقات والشرف 108
5 127 - من كلام له عليه السلام في الاحتجاج على الخوارج والنهى عن الفرقة 111
6 مذهب الخوارج في تكفير أهل الكبائر 112
7 فصل في ذكر الغلاة من الشيعة والنصيرية وغيرهم 118
8 128 - من كلام له عليه السلام فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة 124
9 أخبار صاحب الزنج وفتنته وما انتحله من عقائد 125
10 فصل في ذكر جنكز خان وفتنة التتر 217
11 129 - من خطبة له في ذكر المكاييل والموازين 243
12 نبذ من أقول الصالحين والحكماء 245
13 130 - من كلام له عليه السلام لأبي ذر رحمة الله لما أخرج إلى الربذة 251
14 131 - من كلامه له عليه السلام في حال نفسه وأوصاف الإمام 262
15 132 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه 267
16 133 - من خطبة له عليه السلام في صفة القرآن وصفة النبي وأوصاف الدنيا 271
17 فصل في الجناس وذكر أنواعه 275
18 134 - ومن كلام له عليه السلام وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج 295
19 غزوة فلسطين وفتح بيت المقدس 297
20 135 - ومن كلام له عليه السلام وقد وقع بينه وبين عثمان مشاجرة 300
21 فصل في نسب ثقيف وطرف من أخبارهم 302