شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٨ - الصفحة ١٣٢
السابق
ففتحوا المحابس، وأطلقوا من كان فيها فتخلص أهله وولده فيمن تخلص، فلما بلغه ذلك شخص عن بغداد، فكان رجوعه إلى البصرة في شهر رمضان من سنة خمس وخمسين ومائتين ومعه علي بن أبان المهلبي، وقد كان لحق به وهو بمدينة السلام مشرق ورفيق، وأربعة أخر من خواصه، وهم يحيى بن محمد، ومحمد بن سلم وسليمان بن جامع وأبو يعقوب المعروف بجربان، فساروا جميعا حتى نزلوا بالموضع المعروف ببرنخل من أرض البصرة في قصر هناك يعرف بقصر القرشي على نهر يعرف بعمود بن المنجم، كان بنو موسى بن المنجم احتفروه، وأظهر أنه وكيل لولد الواثق في بيع ما يملكونه هناك من السباخ.
قال أبو جعفر: فذكر عن ريحان بن صالح، أحد غلمان الشورجيين الزنوج، وهو أول من صحبه منهم، قال: كنت موكلا بغلمان مولاي، أنقل الدقيق إليهم فمررت به وهو مقيم بقصر القرشي يظهر الوكالة لأولاد الواثق، فأخذني أصحابه وصاروا بي إليه، وأمروني بالتسليم عليه بالإمرة ففعلت ذلك، فسألني عن الموضع الذي جئت منه، فأخبرته أنى أقبلت من البصرة فقال: هل سمعت لنا بالبصرة خبرا؟ قلت: لا، قال:
فخبر البلالية والسعدية قلت: لم أسمع لهم خبرا، فسألني عن غلمان الشورجيين وما يجرى لكل جماعه منهم من الدقيق والسويق والتمر، وعمن يعمل في الشورج من الأحرار والعبيد، فأعلمته ذلك، فدعاني إلى ما هو عليه، فأجبته فقال لي: احتل فيمن قدرت عليه من الغلمان، فأقبل بهم إلى. ووعدني أن يقودني على من آتيه به منهم، وأن يحسن إلى واستحلفني ألا أعلم أحدا بموضعه، وأن أرجع إليه، فخلى سبيلي، فأتيت بالدقيق الذي معي إلى غلمان مولاي، وأخبرتهم خبره، وأخذت له البيعة عليهم، ووعدتهم عنه بالاحسان والغنى، ورجعت إليه من غد ذلك اليوم، وقد وافاه رفيق غلام الخاقانية (1).

(1) في الطبري: " غلام يحيى بن عبد الرحمن ".
(١٣٢)
التالي
الاولى ١
٣٠٦ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 124 - من كلام له عليه السلام في حث أصحابه على القتال 2
2 عود إلى أخبار صفين 8
3 125 - من كلام له عليه السلام في الخوارج لما أنكروا تحكيم الرجال، ويذم فيه أصحابه في التحكيم 102
4 126 - من كلام له عليه السلام لما عوتب على التسوية في العطاء وتصبيره الناس أسوة في العطاء من غير تفضيل أولى السابقات والشرف 108
5 127 - من كلام له عليه السلام في الاحتجاج على الخوارج والنهى عن الفرقة 111
6 مذهب الخوارج في تكفير أهل الكبائر 112
7 فصل في ذكر الغلاة من الشيعة والنصيرية وغيرهم 118
8 128 - من كلام له عليه السلام فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة 124
9 أخبار صاحب الزنج وفتنته وما انتحله من عقائد 125
10 فصل في ذكر جنكز خان وفتنة التتر 217
11 129 - من خطبة له في ذكر المكاييل والموازين 243
12 نبذ من أقول الصالحين والحكماء 245
13 130 - من كلام له عليه السلام لأبي ذر رحمة الله لما أخرج إلى الربذة 251
14 131 - من كلامه له عليه السلام في حال نفسه وأوصاف الإمام 262
15 132 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه 267
16 133 - من خطبة له عليه السلام في صفة القرآن وصفة النبي وأوصاف الدنيا 271
17 فصل في الجناس وذكر أنواعه 275
18 134 - ومن كلام له عليه السلام وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج 295
19 غزوة فلسطين وفتح بيت المقدس 297
20 135 - ومن كلام له عليه السلام وقد وقع بينه وبين عثمان مشاجرة 300
21 فصل في نسب ثقيف وطرف من أخبارهم 302