شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٨ - الصفحة ١١٧
السابق
(والذين هم به مشركون) على قوله: (الذين يتولونه)، فوجب أن يثبت التغاير بين الفريقين وهذا مذهبنا لان الذين يتولونه هم الفساق، والذين هم به مشركون هم الكفار.
ومنها قوله تعالى: " وأما الذين فسقوا فمأواهم النار) إلى قوله تعالى: ﴿وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون﴾ (١) فجعل الفاسق مكذبا.
والجواب، أن المراد به الذين فسقوا عن الدين، أي خرجوا عنه بكفرهم، ولا شبهة أن من كان فسقه من هذا الوجه فهو كافر مكذب، ولا يلزم منه أن كل فاسق على الاطلاق فهو مكذب وكافر.
ومنها قوله تعالى: ﴿ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون﴾ (٢)، قالوا: فأثبت الظالم جاحدا، وهذه صفة الكفار.
والجواب أن المكلف قد يكون ظالما بالسرقة والزنا، وإن كان عارفا بالله تعالى، وإذا جاز إثبات ظالم ليس بكافر ولا جاحد بآيات الله تعالى، جاز إثبات فاسق ليس بكافر.
ومنها قوله تعالى: ﴿ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون﴾ (٣).
والجواب أن هذه الآية تدل على أن الكافر فاسق، ولا تدل على أن الفاسق كافر.
ومنها قوله تعالى: ﴿فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون * ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون * تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون * ألم تكن آياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون﴾ (4).

(١١٧)
التالي
الاولى ١
٣٠٦ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 124 - من كلام له عليه السلام في حث أصحابه على القتال 2
2 عود إلى أخبار صفين 8
3 125 - من كلام له عليه السلام في الخوارج لما أنكروا تحكيم الرجال، ويذم فيه أصحابه في التحكيم 102
4 126 - من كلام له عليه السلام لما عوتب على التسوية في العطاء وتصبيره الناس أسوة في العطاء من غير تفضيل أولى السابقات والشرف 108
5 127 - من كلام له عليه السلام في الاحتجاج على الخوارج والنهى عن الفرقة 111
6 مذهب الخوارج في تكفير أهل الكبائر 112
7 فصل في ذكر الغلاة من الشيعة والنصيرية وغيرهم 118
8 128 - من كلام له عليه السلام فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة 124
9 أخبار صاحب الزنج وفتنته وما انتحله من عقائد 125
10 فصل في ذكر جنكز خان وفتنة التتر 217
11 129 - من خطبة له في ذكر المكاييل والموازين 243
12 نبذ من أقول الصالحين والحكماء 245
13 130 - من كلام له عليه السلام لأبي ذر رحمة الله لما أخرج إلى الربذة 251
14 131 - من كلامه له عليه السلام في حال نفسه وأوصاف الإمام 262
15 132 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه 267
16 133 - من خطبة له عليه السلام في صفة القرآن وصفة النبي وأوصاف الدنيا 271
17 فصل في الجناس وذكر أنواعه 275
18 134 - ومن كلام له عليه السلام وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج 295
19 غزوة فلسطين وفتح بيت المقدس 297
20 135 - ومن كلام له عليه السلام وقد وقع بينه وبين عثمان مشاجرة 300
21 فصل في نسب ثقيف وطرف من أخبارهم 302