شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٨ - الصفحة ٦٨
السابق
بأنا شعارك دون الدثار * وأنا الرماح وإنا الجنن وأنا السيوف، وأنا الحتوف * وأنا الدروع، وإنا المجن قال: فبكى لها معاوية، ونظر إلى وجوه أهل اليمن، فقال: أعن رضاكم يقول ما قال؟ قالوا: لا مرحبا بما قال، إنما الامر إليك فاصنع ما أحببت فقال معاوية: إنما خلطت بكم أهل ثقتي، ومن كان لي فهو لكم، ومن كان لكم فهو لي. فرضى القوم وسكتوا، فلما بلغ أهل الكوفة مقال عبد الله بن الحارث لمعاوية [فيمن عقد له من رؤوس أهل الشام] (1) قام، الأعور الشني إلى علي عليه السلام، فقال يا أمير المؤمنين، إنا لا نقول لك كما قال صاحب أهل الشام لمعاوية، ولكن نقول: زاد الله في سرورك (2) وهداك! نظرت بنور الله، فقدمت رجالا، وأخرت رجالا. عليك أن تقول، وعلينا أن نفعل. أنت الامام، فإن هلكت فهذان من بعدك - يعنى حسنا وحسينا عليهما السلام - وقد قلت شيئا فاسمعه، قال: هات فأنشده:
أبا حسن أنت شمس النهار * وهذان في الحادثات القمر وأنت وهذان حتى الممات * بمنزلة السمع بعد البصر وأنتم أناس لكم سورة * تقصر عنها أكف البشر يخبرنا الناس عن فضلكم * وفضلكم اليوم فوق الخبر عقدت لقوم أولى نجدة * من أهل الحياء وأهل الخطر (3) مساميح بالموت عند اللقاء * منا وإخواننا من مضر ومن حي ذي يمن جلة * يقيمون في النائبات الصعر فكل يسرك في قومه * ومن قال لا، فبفيه الحجر

(1) من صفين.
(2) صفين: " زاد الله في سرورك وهداك ".
(3) صفين 384، 484.
(٦٨)
التالي
الاولى ١
٣٠٦ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 124 - من كلام له عليه السلام في حث أصحابه على القتال 2
2 عود إلى أخبار صفين 8
3 125 - من كلام له عليه السلام في الخوارج لما أنكروا تحكيم الرجال، ويذم فيه أصحابه في التحكيم 102
4 126 - من كلام له عليه السلام لما عوتب على التسوية في العطاء وتصبيره الناس أسوة في العطاء من غير تفضيل أولى السابقات والشرف 108
5 127 - من كلام له عليه السلام في الاحتجاج على الخوارج والنهى عن الفرقة 111
6 مذهب الخوارج في تكفير أهل الكبائر 112
7 فصل في ذكر الغلاة من الشيعة والنصيرية وغيرهم 118
8 128 - من كلام له عليه السلام فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة 124
9 أخبار صاحب الزنج وفتنته وما انتحله من عقائد 125
10 فصل في ذكر جنكز خان وفتنة التتر 217
11 129 - من خطبة له في ذكر المكاييل والموازين 243
12 نبذ من أقول الصالحين والحكماء 245
13 130 - من كلام له عليه السلام لأبي ذر رحمة الله لما أخرج إلى الربذة 251
14 131 - من كلامه له عليه السلام في حال نفسه وأوصاف الإمام 262
15 132 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه 267
16 133 - من خطبة له عليه السلام في صفة القرآن وصفة النبي وأوصاف الدنيا 271
17 فصل في الجناس وذكر أنواعه 275
18 134 - ومن كلام له عليه السلام وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج 295
19 غزوة فلسطين وفتح بيت المقدس 297
20 135 - ومن كلام له عليه السلام وقد وقع بينه وبين عثمان مشاجرة 300
21 فصل في نسب ثقيف وطرف من أخبارهم 302