شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٨ - الصفحة ٣٠٣
السابق
فقال المغيرة بن الأخنس، وكان رجلا وقاحا (1)، وكان من شيعة عثمان وخلصائه: إنك والله لتكفن عنه أو لتكفن، فإنه أقدر عليك منك عليه! وإنما أرسل هؤلاء القوم من المسلمين إعزازا لتكون له الحجة عندهم عليك. فقال له علي عليه السلام: يا بن اللعين الأبتر، والشجرة التي لا أصل لها ولا فرع، أنت تكفني! فوالله ما أعز الله امرأ أنت ناصره، اخرج أبعد الله نواك، ثم اجهد جهدك، فلا أبقى الله عليك ولا على أصحابك إن أبقيتم.
فقال له زيد: إنا والله ما جئناك لنكون عليك شهودا، ولا ليكون ممشانا إليك حجة، ولكن مشينا فيما بينكما التماس الاجر أن يصلح الله ذات بينكما، ويجمع كلمتكما.
ثم دعا له ولعثمان، وقام فقاموا معه.
وهذا الخبر يدل على أن اللفظة " أنت تكفني "، وليست كما ذكره الرضى رحمه الله " أنت تكفيني "، لكن الرضى طبق هذه اللفظة على ما قبلها، وهو قوله: " أنا أكفيكه "، ولا شبهة أنها رواية أخرى.
* * * [فصل في نسب ثقيف، وطرف من أخبارهم] وإنما قال له: والشجرة التي لا أصل لها ولا فرع، لان ثقيفا في نسبها طعن، فقال قوم من النسابين: إنهم من هوازن، وهو القول الذي تزعمه الثقفيون، قالوا: هو ثقيف، واسمه قسى بن منبه بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان ابن مضر. وعلى هذا القول جمهور الناس.
ويزعم آخرون أن ثقيفا من إياد بن نزار بن معد بن عدنان، وأن النخع أخوه لأبيه

(1) الوقاح: ذو الوقاحة.
(٣٠٣)
التالي
الاولى ١
٣٠٦ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 124 - من كلام له عليه السلام في حث أصحابه على القتال 2
2 عود إلى أخبار صفين 8
3 125 - من كلام له عليه السلام في الخوارج لما أنكروا تحكيم الرجال، ويذم فيه أصحابه في التحكيم 102
4 126 - من كلام له عليه السلام لما عوتب على التسوية في العطاء وتصبيره الناس أسوة في العطاء من غير تفضيل أولى السابقات والشرف 108
5 127 - من كلام له عليه السلام في الاحتجاج على الخوارج والنهى عن الفرقة 111
6 مذهب الخوارج في تكفير أهل الكبائر 112
7 فصل في ذكر الغلاة من الشيعة والنصيرية وغيرهم 118
8 128 - من كلام له عليه السلام فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة 124
9 أخبار صاحب الزنج وفتنته وما انتحله من عقائد 125
10 فصل في ذكر جنكز خان وفتنة التتر 217
11 129 - من خطبة له في ذكر المكاييل والموازين 243
12 نبذ من أقول الصالحين والحكماء 245
13 130 - من كلام له عليه السلام لأبي ذر رحمة الله لما أخرج إلى الربذة 251
14 131 - من كلامه له عليه السلام في حال نفسه وأوصاف الإمام 262
15 132 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه 267
16 133 - من خطبة له عليه السلام في صفة القرآن وصفة النبي وأوصاف الدنيا 271
17 فصل في الجناس وذكر أنواعه 275
18 134 - ومن كلام له عليه السلام وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج 295
19 غزوة فلسطين وفتح بيت المقدس 297
20 135 - ومن كلام له عليه السلام وقد وقع بينه وبين عثمان مشاجرة 300
21 فصل في نسب ثقيف وطرف من أخبارهم 302