شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٨ - الصفحة ٢٩
السابق
فلما أقبل، قال معاوية من هذا المقبل؟ فقيل: هاشم المرقال، فقال: أعور بنى زهرة!
قاتله الله! فأقبل هاشم وهو يقول:
أعور يبغي نفسه خلاصا * مثل الفنيق لابسا دلاصا (1) لا دية يخشى ولا قصاصا * كل امرئ وإن كبا وحاصا (2) * ليس يرى من يومه مناصا * فحمل صاحب لواء ذي الكلاع - وهو رجل من عذرة فقال:
يا أعور العين وما بي من عور * أثبت فإني لست من فرعى مضر نحن اليمانون وما فينا خور * كيف ترى وقع غلام من عذر!
ينعى ابن عفان ويلحى من عذر * سيان عندي من سعى ومن أمر فاختلفا طعنتين، فطعنه هاشم فقتله، وكثرت القتلى حول هاشم، وحمل ذو الكلاع، واختلط الناس واجتلدوا، فقتل هاشم وذو الكلاع جميعا، وأخذ عبد الله بن هاشم اللواء وارتجز، فقال:
يا هاشم بن عتبة بن مالك * أعزز بشيخ من قريش هلك!
تحيطه الخيلان بالسنابك * في أسود من نقعهن حالك أبشر بحور العين في الأرائك * والروح والريحان عند ذلك (3) قال نصر: وحدثنا عمر بن سعد، عن الشعبي قال: أخذ عبد الله بن هاشم بن عتبة رأى: أبيه، ثم قال أيها الناس، إن هاشما كان عبدا من عباد الله الذي قدر أرزاقهم،

(1) بعده في صفين:
* قد حرب الحرب ولا أناصا * (2) حاص: هرب.
(3) صفين 393 - 395.
(٢٩)
التالي
الاولى ١
٣٠٦ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 124 - من كلام له عليه السلام في حث أصحابه على القتال 2
2 عود إلى أخبار صفين 8
3 125 - من كلام له عليه السلام في الخوارج لما أنكروا تحكيم الرجال، ويذم فيه أصحابه في التحكيم 102
4 126 - من كلام له عليه السلام لما عوتب على التسوية في العطاء وتصبيره الناس أسوة في العطاء من غير تفضيل أولى السابقات والشرف 108
5 127 - من كلام له عليه السلام في الاحتجاج على الخوارج والنهى عن الفرقة 111
6 مذهب الخوارج في تكفير أهل الكبائر 112
7 فصل في ذكر الغلاة من الشيعة والنصيرية وغيرهم 118
8 128 - من كلام له عليه السلام فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة 124
9 أخبار صاحب الزنج وفتنته وما انتحله من عقائد 125
10 فصل في ذكر جنكز خان وفتنة التتر 217
11 129 - من خطبة له في ذكر المكاييل والموازين 243
12 نبذ من أقول الصالحين والحكماء 245
13 130 - من كلام له عليه السلام لأبي ذر رحمة الله لما أخرج إلى الربذة 251
14 131 - من كلامه له عليه السلام في حال نفسه وأوصاف الإمام 262
15 132 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه 267
16 133 - من خطبة له عليه السلام في صفة القرآن وصفة النبي وأوصاف الدنيا 271
17 فصل في الجناس وذكر أنواعه 275
18 134 - ومن كلام له عليه السلام وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج 295
19 غزوة فلسطين وفتح بيت المقدس 297
20 135 - ومن كلام له عليه السلام وقد وقع بينه وبين عثمان مشاجرة 300
21 فصل في نسب ثقيف وطرف من أخبارهم 302