شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٨ - الصفحة ٢٧٠
السابق
وسواد الناس: عامتهم.
ومن هاهنا، إما بمعنى الباء، أي لا يغرنك الناس بنفسك وصحتك وشبابك، فتستبعد الموت اغترارا بذلك، فتكون متعلقة بالظاهر، وإما أن تكون متعلقة بمحذوف، تقديره:
متمكنا من نفسك وراكنا إليها.
والإقلال: الفقر. وطول الامل منصوب على أنه مفعول له.
فإن قلت: المفعول له ينبغي أن يكون الفعل علة في المصدر وهاهنا ليس الامن علة طول الامل، بل طول الامل علة الامن؟ قلت: كما يجوز أن يكون طول الامل علة الامن: يجوز أن يكون الامن علة طول الامل، ألا ترى أن الانسان قد يأمن المصائب فيطول أمله في البقاء ووجوه المكاسب، لأجل ما عنده من الامن. ويجوز أن ينصب " طول الامل " على البدل من المفعول المنصوب ب‍ " رأيت ". وهو " من "، ويكون التقدير: قد رأيت طول أمل من كان. وهذا بدل الاشتمال، وقد حذف منه الضمير العائد كما حذف من قوله تعالى: (قتل أصحاب الأخدود النار).
وأعواد المنايا: النعش. ويتعاطى به الرجال الرجال: يتداولونه، تارة على أكتاف هؤلاء وتارة على أكتاف هؤلاء، وقد فسر ذلك بقوله: " حملا على المناكب، وإمساكا بالأنامل ".
والمشيد المبنى بالشيد، وهو الجص.
والبور: الفاسد الهالك، وقوم بور، أي هلكى، قال سبحانه: (وكنتم قوما بورا) (1)، وهو جمع، واحده بائر كحائل وحول.

(1) سورة الفتح - 11.
(٢٧٠)
التالي
الاولى ١
٣٠٦ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 124 - من كلام له عليه السلام في حث أصحابه على القتال 2
2 عود إلى أخبار صفين 8
3 125 - من كلام له عليه السلام في الخوارج لما أنكروا تحكيم الرجال، ويذم فيه أصحابه في التحكيم 102
4 126 - من كلام له عليه السلام لما عوتب على التسوية في العطاء وتصبيره الناس أسوة في العطاء من غير تفضيل أولى السابقات والشرف 108
5 127 - من كلام له عليه السلام في الاحتجاج على الخوارج والنهى عن الفرقة 111
6 مذهب الخوارج في تكفير أهل الكبائر 112
7 فصل في ذكر الغلاة من الشيعة والنصيرية وغيرهم 118
8 128 - من كلام له عليه السلام فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة 124
9 أخبار صاحب الزنج وفتنته وما انتحله من عقائد 125
10 فصل في ذكر جنكز خان وفتنة التتر 217
11 129 - من خطبة له في ذكر المكاييل والموازين 243
12 نبذ من أقول الصالحين والحكماء 245
13 130 - من كلام له عليه السلام لأبي ذر رحمة الله لما أخرج إلى الربذة 251
14 131 - من كلامه له عليه السلام في حال نفسه وأوصاف الإمام 262
15 132 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه 267
16 133 - من خطبة له عليه السلام في صفة القرآن وصفة النبي وأوصاف الدنيا 271
17 فصل في الجناس وذكر أنواعه 275
18 134 - ومن كلام له عليه السلام وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج 295
19 غزوة فلسطين وفتح بيت المقدس 297
20 135 - ومن كلام له عليه السلام وقد وقع بينه وبين عثمان مشاجرة 300
21 فصل في نسب ثقيف وطرف من أخبارهم 302