شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٨ - الصفحة ٢٤٧
السابق
وذكر أهلها، ونحن نذكر كلمات وردت عن الحكماء والصالحين تناسبها، على عادتنا في إيراد الأشباه والنظائر.
قال بعض الصالحين: ما أدرى كيف أعجب من الدنيا! أمن حسن منظرها وقبح مخبرها، أم من ذم الناس لها، وتناحرهم عليها!
قيل لبعضهم: كيف أصبحت؟ قال: آسفا على أمسى، كارها ليومي، متهما لغدي.
قيل لأعرابي: كيف ترى الدهر؟ قال: خدوعا خلوبا، وثوبا غلوبا.
قيل لصوفي: لم تركت الدنيا؟ قال: لأني منعت صفوها، وامتنعت من كدرها.
وقيل لآخر: لم تركت الدنيا؟ قال: لأني عدمت الوسيلة إليها إلا بعشقها، وأعشق ما أكون لها أغدر ما تكون بي. وأنشد لبشر الحافي:
قرير العين لا ولد يموت * ولا حذر يبادر ما يفوت رخي البال ليس له عيال * خلى من حربت ومن دهيت قضى وطر الصبا وأفاد علما * فعاتبه التفرد والسكوت وأكبر همه مما عليه * تذابح من ترى خلق وقوت.
قال أبو حيان: سمعت ابن القصاب الصوفي، يقول: اسمع واسكت، وانظر واعجب، قال ابن المعتز:
مل سقامي عوده * وخان دمعي مسعده وضاع من ليلى غده * طوبى لعين تجده قلت من الدهر يده * يفنى ويبقى أبده والموت ضار أسده * وقاتل من يلده.
(٢٤٧)
التالي
الاولى ١
٣٠٦ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 124 - من كلام له عليه السلام في حث أصحابه على القتال 2
2 عود إلى أخبار صفين 8
3 125 - من كلام له عليه السلام في الخوارج لما أنكروا تحكيم الرجال، ويذم فيه أصحابه في التحكيم 102
4 126 - من كلام له عليه السلام لما عوتب على التسوية في العطاء وتصبيره الناس أسوة في العطاء من غير تفضيل أولى السابقات والشرف 108
5 127 - من كلام له عليه السلام في الاحتجاج على الخوارج والنهى عن الفرقة 111
6 مذهب الخوارج في تكفير أهل الكبائر 112
7 فصل في ذكر الغلاة من الشيعة والنصيرية وغيرهم 118
8 128 - من كلام له عليه السلام فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة 124
9 أخبار صاحب الزنج وفتنته وما انتحله من عقائد 125
10 فصل في ذكر جنكز خان وفتنة التتر 217
11 129 - من خطبة له في ذكر المكاييل والموازين 243
12 نبذ من أقول الصالحين والحكماء 245
13 130 - من كلام له عليه السلام لأبي ذر رحمة الله لما أخرج إلى الربذة 251
14 131 - من كلامه له عليه السلام في حال نفسه وأوصاف الإمام 262
15 132 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه 267
16 133 - من خطبة له عليه السلام في صفة القرآن وصفة النبي وأوصاف الدنيا 271
17 فصل في الجناس وذكر أنواعه 275
18 134 - ومن كلام له عليه السلام وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج 295
19 غزوة فلسطين وفتح بيت المقدس 297
20 135 - ومن كلام له عليه السلام وقد وقع بينه وبين عثمان مشاجرة 300
21 فصل في نسب ثقيف وطرف من أخبارهم 302