شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٨ - الصفحة ٢١٢
السابق
بالسهم ذكر ذلك التنوخي في " نشوار المحاضرة " قال: كان الزنج يصيحون، لما رمى أبو أحمد بالسهم، وتأخر لعلاج جراحته عن الحرب: ملحوه ملحوه، أي قد مات وأنتم تكتمون موته فاجعلوه كاللحم المكسود.
قال: وكان قرطاس الرامي لأبي أحمد يصيح بأبي العباس في الحرب إذا أخذتني فاجعلني كردناجا، يهزأ به.
قال: فلما ظفر به أدخل في دبره سيخا من حديد، فأخرجه من فيه، وجعله على النار كردناجا.
* * * قال أبو جعفر: ثم تتابع مجئ الزنج إلى أبى أحمد في الأمان، فحضر منهم في ثلاثة أيام نحو سبعة آلاف زنجي لما عرفوا قتل صاحبهم، ورأي أبو أحمد بذل الأمان لهم، كي لا يبقى منهم بقية يخاف معرتها في الاسلام وأهله، وانقطعت منهم قطعة نحو ألف زنجي مالت نحو البر، فمات أكثرها عطشا، وظفر الاعراب بمن سلم منهم، فاسترقوهم، وأقام الموفق بالموفقية، بعد قتل الناجم مدة، ليزداد الناس بمقامه أنسا وأمانا، ويتراجع أهل البلاد إليها، فقد كان الناجم أجلاهم عنها، وقدم ابنه أبو العباس إلى بغداد، ومعه رأس الناجم، فدخلها يوم السبت لاثنتي عشرة ليلة بقين من جمادى الأولى من هذه السنة، ورأس الناجم بين يديه على قناة، والناس مجتمعون يشاهدونه.
* * * وقد روى غير أبى جعفر، وذكره الآبي (1) في مجموعه المسمى " نثر الدرر " عن العلاء بن صاعد بن مخلد، قال: لما حمل رأس صاحب الزنج ودخل به المعتضد إلى بغداد دخل في جيش

(١) هو الوزير زين الكفأة أبو سعد منصور بن الحسين الآبي، وزير مجد الدولة رستم بن فخر الدولة ابن بويه. وكتابه نثر الدرر في المحاضرات، منه نسخ خطية، وأجزاء متفرقة في دار الكتب المصرية.
(٢١٢)
التالي
الاولى ١
٣٠٦ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 124 - من كلام له عليه السلام في حث أصحابه على القتال 2
2 عود إلى أخبار صفين 8
3 125 - من كلام له عليه السلام في الخوارج لما أنكروا تحكيم الرجال، ويذم فيه أصحابه في التحكيم 102
4 126 - من كلام له عليه السلام لما عوتب على التسوية في العطاء وتصبيره الناس أسوة في العطاء من غير تفضيل أولى السابقات والشرف 108
5 127 - من كلام له عليه السلام في الاحتجاج على الخوارج والنهى عن الفرقة 111
6 مذهب الخوارج في تكفير أهل الكبائر 112
7 فصل في ذكر الغلاة من الشيعة والنصيرية وغيرهم 118
8 128 - من كلام له عليه السلام فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة 124
9 أخبار صاحب الزنج وفتنته وما انتحله من عقائد 125
10 فصل في ذكر جنكز خان وفتنة التتر 217
11 129 - من خطبة له في ذكر المكاييل والموازين 243
12 نبذ من أقول الصالحين والحكماء 245
13 130 - من كلام له عليه السلام لأبي ذر رحمة الله لما أخرج إلى الربذة 251
14 131 - من كلامه له عليه السلام في حال نفسه وأوصاف الإمام 262
15 132 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه 267
16 133 - من خطبة له عليه السلام في صفة القرآن وصفة النبي وأوصاف الدنيا 271
17 فصل في الجناس وذكر أنواعه 275
18 134 - ومن كلام له عليه السلام وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج 295
19 غزوة فلسطين وفتح بيت المقدس 297
20 135 - ومن كلام له عليه السلام وقد وقع بينه وبين عثمان مشاجرة 300
21 فصل في نسب ثقيف وطرف من أخبارهم 302