شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٨ - الصفحة ٢٠٠
السابق
العسكر والجند والرعية، وخافوا قوة الزنج عليهم، حتى خرج عن الموفقية جماعة من التجار كانوا مقيمين بها لما وصل إلى قلوبهم من الرهبة.
* * * قال أبو جعفر: وحدثت على أبى أحمد في حال صعوبة علته، حادثة في سلطانه وأمور متعلقة بما بينه وبين أخيه المعتمد، فأشار عليه مشيرون من أصحابه وثقاته بالرحلة عن معسكره إلى بغداد، وأن يخلف من يقوم مقامه، فأبى ذلك وحاذر أن يكون فيه تلافى ما قد فرق من شمل صاحب الزنج، فأقام على صعوبة علته، وغلظ الامر الحادث في سلطانه وصبر إلى أن عوفي فظهر لقواده وخاصته، وقد كان أطال الاحتجاب عنهم، فقويت برؤيته منتهم، وأقام متماثلا مودعا نفسه إلى شعبان من هذه السنة، فلما أبل وقوى على الركوب والنهوض، نهض وعاود ما كان مواظبا عليه من الحرب، وجعل الناجم لما صح عنده الخبر بما أصاب أبا أحمد يعد أصحابه العدات، ويمنيهم الأماني، واشتدت شوكتهم، وقويت آمالهم، فلما اتصل به ظهور أبى أحمد جعل يحلف للزنج على منبره، أن ذلك باطل لا أصل له، وأن الذي رأوه في الشذا مثال موه وشبه عليهم.
* * * قلت: الحادث الذي حدث على أبى أحمد من جهة سلطانه، أن أخاه المعتمد، وهو الخليفة يومئذ، فارق دار ملكه، ومستقر خلافته مغاضبا له متجنيا عليه، زاعما أنه مستبد بأموال المملكة وجبايتها، مضطهدا له مستأثرا عليه، فكاتب ابن طولون صاحب مصر، وسأله أن يأذن له في اللحاق به فأجابه ابن طولون إلى ذلك، فخرج من سامراء في جماعة من قواده ومواليه، قاصدا مصر. وكان أبو أحمد هو الخليفة في المعنى، وإنما المعتمد صورة
(٢٠٠)
التالي
الاولى ١
٣٠٦ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 124 - من كلام له عليه السلام في حث أصحابه على القتال 2
2 عود إلى أخبار صفين 8
3 125 - من كلام له عليه السلام في الخوارج لما أنكروا تحكيم الرجال، ويذم فيه أصحابه في التحكيم 102
4 126 - من كلام له عليه السلام لما عوتب على التسوية في العطاء وتصبيره الناس أسوة في العطاء من غير تفضيل أولى السابقات والشرف 108
5 127 - من كلام له عليه السلام في الاحتجاج على الخوارج والنهى عن الفرقة 111
6 مذهب الخوارج في تكفير أهل الكبائر 112
7 فصل في ذكر الغلاة من الشيعة والنصيرية وغيرهم 118
8 128 - من كلام له عليه السلام فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة 124
9 أخبار صاحب الزنج وفتنته وما انتحله من عقائد 125
10 فصل في ذكر جنكز خان وفتنة التتر 217
11 129 - من خطبة له في ذكر المكاييل والموازين 243
12 نبذ من أقول الصالحين والحكماء 245
13 130 - من كلام له عليه السلام لأبي ذر رحمة الله لما أخرج إلى الربذة 251
14 131 - من كلامه له عليه السلام في حال نفسه وأوصاف الإمام 262
15 132 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه 267
16 133 - من خطبة له عليه السلام في صفة القرآن وصفة النبي وأوصاف الدنيا 271
17 فصل في الجناس وذكر أنواعه 275
18 134 - ومن كلام له عليه السلام وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج 295
19 غزوة فلسطين وفتح بيت المقدس 297
20 135 - ومن كلام له عليه السلام وقد وقع بينه وبين عثمان مشاجرة 300
21 فصل في نسب ثقيف وطرف من أخبارهم 302