شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٨ - الصفحة ١٦٣
السابق
النواحي والأقطار إلى أخيه أبى أحمد بعد فراغه من حرب يعقوب بن الليث الصفار وهزيمته له، فاستخلف أبو أحمد على حرب صاحب الزنج مسرورا البلخي، وصرف موسى بن بغا عن ذلك، واتفق أن ابن واصل حارب عبد الرحمن بن مفلح، فأسره وقتله، وقتل طاشتمر التركي أيضا، وذلك بناحية رامهرمز، فاستخلف مسرور البلخي على الحرب أبا الساج وولى الأهواز، فكانت بينه وبين علي بن أبان المهلبي وقعة بناحية دولاب، قتل فيها عبد الرحمن صهر أبى الساج، وانحاز أبو الساج إلى عسكر مكرم، ودخل الزنج الأهواز، فقتلوا أهلها، وسبوا وأحرقوا [دورها] (1).
* * * قال أبو جعفر: ثم وجه صاحب الزنج جيوشه بعد هزيمة أبى الساج إلى ناحية البطيحة والحوانيت ودشت ميسان، قال: وذلك لان واسطا خلت من أكثر الجند في وقعة أبى أحمد ويعقوب بن الليث التي كانت عند دير العاقول، فطمع الزنج فيها، فتوجه إليها سليمان ابن جامع في عسكر من الزنج، وأردفه الناجم بجيش آخر مع أحمد بن مهدي في سميريات، فيها رماة من أصحابه، أنفذه إلى نهر المرأة وأنفذ عسكرا آخر فيه سليمان بن موسى فأمره أن يعسكر بالنهر المعروف باليهودي، فكانت بين هؤلاء وبين من تخلف بهذه الأعمال من عساكر السلطان حروب شديدة، وكانت سجالا لهم وعليهم، حتى ملكوا البطيحة والحوانيت، وشارفوا واسطا، وبها يومئذ محمد المولد من قبل السلطان، فكانت بينه وبين سليمان بن جامع حروب كثيرة يطول شرحها وتعداده. وأمده الناجم بالخليل بن أبان، أخي علي بن أبان المهلبي في ألف وخمسمائة فارس، ومعه أبو عبد الله الزنجي المعروف بالمذوب، أحد قوادهم المشهورين، فقوى سليمان بهم، وأوقع بمحمد المولد، فهزمه ودخل واسطا في ذي الحجة سنة أربع وستين ومائتين بزنوجه وقواده، فقتل منها خلقا كثيرا، ونهبها وأحرق دورها وأسواقها، وأخرب كثيرا من منازل أهلها، وثبت للمحاماة عنها قائد

(1) من تاريخ الطبري.
(١٦٣)
التالي
الاولى ١
٣٠٦ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 124 - من كلام له عليه السلام في حث أصحابه على القتال 2
2 عود إلى أخبار صفين 8
3 125 - من كلام له عليه السلام في الخوارج لما أنكروا تحكيم الرجال، ويذم فيه أصحابه في التحكيم 102
4 126 - من كلام له عليه السلام لما عوتب على التسوية في العطاء وتصبيره الناس أسوة في العطاء من غير تفضيل أولى السابقات والشرف 108
5 127 - من كلام له عليه السلام في الاحتجاج على الخوارج والنهى عن الفرقة 111
6 مذهب الخوارج في تكفير أهل الكبائر 112
7 فصل في ذكر الغلاة من الشيعة والنصيرية وغيرهم 118
8 128 - من كلام له عليه السلام فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة 124
9 أخبار صاحب الزنج وفتنته وما انتحله من عقائد 125
10 فصل في ذكر جنكز خان وفتنة التتر 217
11 129 - من خطبة له في ذكر المكاييل والموازين 243
12 نبذ من أقول الصالحين والحكماء 245
13 130 - من كلام له عليه السلام لأبي ذر رحمة الله لما أخرج إلى الربذة 251
14 131 - من كلامه له عليه السلام في حال نفسه وأوصاف الإمام 262
15 132 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه 267
16 133 - من خطبة له عليه السلام في صفة القرآن وصفة النبي وأوصاف الدنيا 271
17 فصل في الجناس وذكر أنواعه 275
18 134 - ومن كلام له عليه السلام وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج 295
19 غزوة فلسطين وفتح بيت المقدس 297
20 135 - ومن كلام له عليه السلام وقد وقع بينه وبين عثمان مشاجرة 300
21 فصل في نسب ثقيف وطرف من أخبارهم 302