شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٨ - الصفحة ١٦١
السابق
ثم عاد لمحاربته، فأوقع به وقعة عظيمة، وقتل من الزنج قتلا ذريعا وأسر أسرى كثيرة، وانهزم علي بن أبان ومن معه من الزنج حتى أتوا الموضع المعروف ببيان، فأراد الناجم ردهم فلم يرجعوا، للذعر الذي خالط قلوبهم، فلما رأى ذلك أذن لهم في دخول عسكره، فدخلوا جميعا، فأقاموا معه بالمدينة التي كان بناها، ووافى عبد الرحمن بن مفلح حصن مهدي ليعسكر به، فوجه إليه الناجم علي بن أبان فواقعه فلم يقدر عليه، ومضى علي بن أبان إلى قريب من الباذاورد، وهناك إبراهيم بن سيما، فواقعه إبراهيم، فهزم علي بن أبان، فعاوده فهزمه إبراهيم، فمضى في الليل وسلك الأدغال والآجام، حتى وافى نهر يحيى، فانتهى خبره إلى عبد الرحمن بن مفلح، فوجه إليه طاشتمر التركي في جمع من الموالي، فلم يصل إلى علي بن أبان، ومن معه، لوعورة الموضع الذي كانوا فيه، وامتناعه بالقصب والحلافي (1)، فأضرمه عليهم نارا، فخرجوا منه هاربين، وأسر منهم أسرى، وانصرف إلى عبد الرحمن ابن مفلح بالأسرى والظفر، ومضى علي بن أبان، فأقام بأصحابه في الموضع المسمى بنسوخا، وانتهى الخبر بذلك إلى عبد الرحمن بن مفلح، فصار إلى العمود، فأقام به، وصار علي بن أبان إلى نهر السدرة، وكتب إلى الناجم يستمده ويسأله التوجيه إليه بالشذا، فوجه إليه ثلاث عشرة شذاة، فيها جمع كثير من أصحابه، فسار علي بن أبان ومن معه في الشذا، ووافى عبد الرحمن بمن معه، فلم يكن بينهما قتال، وتواقف الجيشان يومهما ذلك.
فلما كان الليل انتخب علي بن أبان من أصحابه جماعة يثق بجلدهم وصبرهم، ومضى ومعه (2) سليمان بن موسى المعروف بالشعراني، وترك سائر عسكره مكانه ليخفى أمره، فصار من وراء عبد الرحمن، ثم بيته وعسكره (3)، فنال منه ومن أصحابه نيلا ما، وانحاز

(1) الحلافي: مكان ينبت الحلفاء.
(2) الطبري: " فيهم ".
(3) الطبري: " في عسكره ".
(١٦١)
التالي
الاولى ١
٣٠٦ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 124 - من كلام له عليه السلام في حث أصحابه على القتال 2
2 عود إلى أخبار صفين 8
3 125 - من كلام له عليه السلام في الخوارج لما أنكروا تحكيم الرجال، ويذم فيه أصحابه في التحكيم 102
4 126 - من كلام له عليه السلام لما عوتب على التسوية في العطاء وتصبيره الناس أسوة في العطاء من غير تفضيل أولى السابقات والشرف 108
5 127 - من كلام له عليه السلام في الاحتجاج على الخوارج والنهى عن الفرقة 111
6 مذهب الخوارج في تكفير أهل الكبائر 112
7 فصل في ذكر الغلاة من الشيعة والنصيرية وغيرهم 118
8 128 - من كلام له عليه السلام فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة 124
9 أخبار صاحب الزنج وفتنته وما انتحله من عقائد 125
10 فصل في ذكر جنكز خان وفتنة التتر 217
11 129 - من خطبة له في ذكر المكاييل والموازين 243
12 نبذ من أقول الصالحين والحكماء 245
13 130 - من كلام له عليه السلام لأبي ذر رحمة الله لما أخرج إلى الربذة 251
14 131 - من كلامه له عليه السلام في حال نفسه وأوصاف الإمام 262
15 132 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه 267
16 133 - من خطبة له عليه السلام في صفة القرآن وصفة النبي وأوصاف الدنيا 271
17 فصل في الجناس وذكر أنواعه 275
18 134 - ومن كلام له عليه السلام وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج 295
19 غزوة فلسطين وفتح بيت المقدس 297
20 135 - ومن كلام له عليه السلام وقد وقع بينه وبين عثمان مشاجرة 300
21 فصل في نسب ثقيف وطرف من أخبارهم 302