مشرق الشمسين - البهائي العاملي - الصفحة ٤٠٩
السابق
بالوعد والتعريض بالوعيد جرى قوله تعالى شأنه " لئن شكرتم " ثم " لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد " حيث لم يقل لأعذبنكم وأغلب الآيات المتضمنة لذكر العفو والعقاب مؤذنة بترجيح جانب العفو إيذانا ظاهرا كما في قوله تعالى " يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء وكان الله غفورا رحيما " فإن ظاهر المقابلة مقتضى وكان الله غفورا معذبا أو منتقما ونحو ذلك فعدل سبحانه عنه إلى تكرير الرحمة ترجيحا لجانبها وكما في قوله عز سلطانه " غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول " حيث وحد جل وعلا صفة العقاب وجعلها مغمورة بالمتعدد من صفات الرحمة إلى غير ذلك من الآيات البينات والضلال العدول عن الطريق السوي عمدا أو خطأ وله عرض عريض ويكفي في التنبيه على تشعب طرقه قوله صلى الله عليه وآله ستفرق أمتي ثلاثا وسبعين فرقة فرقة ناجية والباقون في النار وأيضا فالمستقيم من الواصلة بين النقطتين واحد وأما المعوجات فلا حد لها فصل قد اشتهر تفسير المغضوب عليهم باليهود والضالين بالنصارى وربما روي ذلك عن النبي صلى الله عليه وآله وقد يؤيد بقوله عز من قائل في حق اليهود " من لعنه الله وغضب عليه " وفي حق النصارى " قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا " وقيل المراد بهما مطلق الكفار وقيل المطلق الموصوفين بالعنوانين من الكفار وغيرهم وربما يقال المغضوب عليهم هم العصاة المخالفون للأوامر والنواهي والضالون هم الجاهلون بالاعتقاديات الحقة التي بها يتم الدين لأن المنعم عليه من وفق للجمع بين العلم والأحكام الاعتقادية والعمل بما يقتضيه الشريعة المطهرة فالمقابل له من اختل إحدى قوتيه أما العاقلة أو العاملة والثاني مغضوب عليه لقوله تعالى في القائل عمدا وغضب عليه والأول ضال لقوله تعالى " فماذا بعد الحق إلا الضلال " ولفظ غير أما بدل كل من الموصول على معنى أن المنعم عليهم هم الذين سلموا من الغضب والضلال أو صفة له وهي في كل من الوجوه الأربعة في المغضوب عليهم على كل من الأربعة السابقة في تفسير المنعم عليهم مبنية إن أريد بالثاني والرابع منهما الكل كما هو الظاهر وإن أريد الأعم فكذلك على ما عدا الثالث والرابع من اللاحقة وأما عليهما فمقيدة وكيف كان فتعرف الموصوف الموصولية وتغول الصفة في النكارة يحوج إلى إخراج أحدهما عن صرافته أما يجعل غير بالإضافة إلى ذي الضد الواحد وهو المنعم عليهم متعينة تعيين المعارف فينكسر بذلك سورة نكارتها فيصح وصف المعارف بها كما في قولهم عليك بالحركة غير السكون وأما يجعل الموصول مقصودا به جماعة من الطوائف الأربع لا بأعيانهم فيجري حينئذ مجري النكرات كذي اللام الذي يراد به الجنس في ضمن بعض الأفراد لا بعينه كما في قوله ولقد أمر على اللئيم يسبني ولعل الأول أولى فإن إرادة البعض الغير المعين من المنعم عليهم تورث خدشا ما في بدلية صراطهم من الصراط المستقيم فإن مدارها على كون صراطهم علما في الاستقامة ومعلوم أن ذلك من حيث انتسابه إلى كلهم لا إلى بعضهم ولفظة لا بعد الواو العاطفة في سياق النفي تفيد التأكيد والتصريح بشموله كل واحد من المتعاطفين وأن المنفي ليس هو المجموع وسوغ مجيئها هنا تضمن لفظة غير المغايرة والنفي معا ولذلك جاز أنا زيد غير ضارب رعاية لجانب النفي فتصير الإضافة بمنزلة العدم فيجوز تقديم معمول المضاف إليه على المضاف كما جاز أنا زيدا لا ضارب و إن لم يخبر في أنا مثل ضارب زيدا أنا زيدا مثل ضارب لامتناع وقوع المعمول حيث يمتنع وقوع العامل هذا ولنجعل خاتمة تفسير الفاتحة بعض الأحاديث المعتبرة الواردة في فضلها روي في مجمع البيان أن النبي صلى الله عليه وآله
(٤٠٩)
التالي
الاولى ١
٤١٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 في الخطبة 1
2 في المقدمة. 1
3 في تعريف علم الحديث. 1
4 في تثليث أنواع الخبر المعتبر. 2
5 في شرائط قبول الخبر. 3
6 في كلام العلامة. 4
7 في الاكتفاء بالعدل الواحد في تزكية الراوي 4
8 في الاعتبار بوقت الأداء لا وقت تحمل الخبر. 5
9 في تحقيق محمد بن إسماعيل. 7
10 في أسماء الرجال المشتركة 8
11 في مسلك المصنف. 11
12 في علامة الكتب الأربعة. 12
13 في ترتيب الكتاب. 12
14 في معنى الآية الكريمة. 13
15 في معنى المرفق 14
16 في حكم الكعبين. 15
17 في الترتيب 16
18 في مسح الرجلين. 19
19 في كيفية الوضوء. 25
20 في مس المصحف. 31
21 في المسح على الخفين. 34
22 في كلام الشهيد في الذكرى. 36
23 في ما ظن أنه ناقص. 37
24 في آداب الخلوة. 39
25 في موجبات الجنابة 41
26 في موجبات الوضوء. 44
27 في كيفية الغسل الجنابة. 46
28 في الحيض. 49
29 في قوله تعالى من حيث امركم الله. 50
30 في أحكام الحائض. 54
31 في الاستحاضة 58
32 في النفاس 59
33 في غسل الأموات. 60
34 في آداب التشييع. 65
35 في ما دل على التيمم. 69
36 في كيفية التيمم. 76
37 في وجدان الماء للتيمم. 78
38 في احكام المياه. 79
39 في الجواب عن أبي حنيفة 80
40 في ماء الحمام والمطر والمتغير 83
41 في حكم ماء الأسئار. 86
42 في شرح حديث علي بن جعفر عليه السلام. 87
43 في احكام النجاسات. 88
44 في الدم والمني 90
45 في قوله تعالى (ولا تقربوا المسجد الحرام) 91
46 في وجه تسمية الخمر والميسر. 95
47 في كيفية تطهير الأرض والشمس للأشياء. 100
48 في فائدة تخوية. 102
49 في معنى لفظ (اجل) 104
50 بسم الله الرحمن الرحيم فهرس شرح رسالة الكر للعلامة المحقق الأستاذ المجدد البهبهاني رضوان الله عليه في الخطبة 107
51 في المقدمة 107
52 في تعريف الكر 108
53 في معنى مساحة الجسم 108
54 في التحديد بالوزن 109
55 في تحديد الكر بحسب المساحة 109
56 في الصور المتصورة في الكر 110
57 في الاشكال الهندسية في طريق ضربها 112
58 في مساحة الحوض المستدير 113
59 رسالة الكر للمحقق البهبهاني رحمه الله في عدم انفعال الكثير 115
60 في تحديد الكر بحسب المساحة 116
61 في ثلاثة أشبار وتثليثها 116
62 في الرطل العراقي 117
63 في كلام ابن الجنيد 117
64 في بيان التفاضل بين التحديدين 118
65 رسالة العروة الوثقى في الخطبة 119
66 في المقدمة 120
67 في تفسير الفاتحة 120
68 في أن الضحى والم نشرح سورتان 121
69 في وجه تسمية الحمد بالفاتحة 122
70 في بيان معنى أم الكتاب 122
71 في معنى سبع المثاني 123
72 في جزئية البسملة 124
73 في معنى الاسم لغة 126
74 في تفسير لفظ الجلالة 127
75 في معنى الرحمة 129
76 في تقديم الرحمن على الرحيم 130
77 في معنى الرب 132
78 في معنى العالم 132
79 في تفسير مالك يوم الدين 133
80 في معنى العبادة والاستعانة 135
81 في معنى الهداية 139
82 في معنى الصراط 140
83 في معنى الانعام 141