مشرق الشمسين - البهائي العاملي - الصفحة ٣٩٧
السابق
الغرايز بنقله إلى رحم بالضم والأظهر منع صرف رحمان لإلحاقه بالغالب في بابه لا لتحقق الشرط من انتفاء فعلانة باختصاصه بالله سبحانه لأنه عارض مع انتفاء الشرط عند من اعتبر وجود فعلى وهو أبلغ من الرحيم لأن زيادة المباني تنبئ في الأغلب عن زيادة المعاني كما في قطع وقطع وهي هنا أما باعتبار الكم وعليه حملوا ما ورد في الدعاء المأثور يا رحمن الدنيا ورحيم الآخرة لشمول رحمة الدنيا للمؤمن والكافر واختصاص رحمة الآخرة بالمؤمن وأما باعتبار الكيفية وعليه حملوا ما ورد في الدعاء أيضا يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيم الدنيا لحسابه نعيم الآخرة بأجمعها بخلاف نعيم الدنيا وأنت خبير بأن زيادة المعنى في المشتق يكون بزيادة مدلوله التضمني أعني المعنى المصدري ولا ريب أن رحمة الآخرة كما هي زائدة على رحمة الدنيا كيفا فهي زائدة عليها كما أيضا لتواترها وعدم انقطاع أفرادها بل لا نسبة للمتناهي وهذا تقتضي عدم استقامة الاعتبار الأول في الدعاء الأول لكنهم اعتبروا فيه زيادة أفراد متعلق المعنى المصدري أعني المرحومين ولعلهم عدوا جميع أنواع الرحمة الواصلة إلى الشخص الواحد رحمة واحدة ثم لما كان الرحمن بمعنى البالغ في الرحمة غايتها اختص بالله سبحانه ولم يطلق على غيره لأنه هو المتفضل حقيقة ومن عداه طالب بلطفه وإحسانه أما ثناء دنيويا أو ثوابا أخرويا أو إزالة رقة الجنسية أو إزاحة خساسه البخل وحب المال ثم هو كالواسطة فإن ذات النعمة وسوقها إلى المنعم وإقداره وتمكينه من إيصالها إلى غير ذلك كلها منه جل شأنه وعظم امتنانه و إلى الاختصاص المذكور وشمول المؤمن والكافر يومي ما روي عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام أنه قال الرحمن اسم خاص لصفة عامة والرحيم اسم عام لصفة خاصة وتقديمه على الرحيم مع اقتضاء الترقي العكس لتقدم رحمة الدنيا وللمحافظة على رؤس الآي ولأنه لاختصاصه بالله سبحانه صار كالواسطة بين العلم و الوصف فناسب توسطه بينهما ولأن الملحوظ أولا في باب التعظيم والثناء هو عظايم النعماء وجلائل الآلاء وما عداه يجري مجرى التتمة والرديف وفي ذكر هذه الأسماء في البسملة التي هي مفتتح الكتاب الكريم تحريك لسلسلة الرحمة وتأسيس لمباني الجود والكرم وتشييد لمعالم العفو والرأفة وإيماء إلى مضمون سبقت رحمتي غضبي وتنبيه على أن الحقيق بأن يستعان بذكره في مجامع الأمور هو المعبود الحقيقي البالغ في الرحمة غايتها والمولي للنعم بجملتها عاجلها وأجلها جليلها وحقيرها هذا وربما يوجد في كلام بعضهم أن في وصفه جل شأنه بالرحمة الأخروية رد على المعتزلة القائلين بوجوب إيصال الثواب إلى العباد في مقابل سوابق أعمال الخير الصادرة عنهم فإن الوجوب عليه جل شأنه لا يجامع التفضل والإحسان الذين هما معنى الرحمة بالنسبة إليه سبحانه و أنت خبير بأنهم لا يقولون بأن جميع ما يصدر عنه تعالى من النعم الأخروية واجب عليه ليلزمهم أن لا يكون جل شأنه متفضلا بشئ منها وإنما مذهبهم وجوب بعض تلك النعم أعني التي استحقها المكلفون في مقابلة أعمال الصادرة عنهم والآلام الواصلة إليهم وأما باقي أنواع النعم وأصناف الإحسان التي لا يحصر قدرها ولا يقدر حصرها فهم لا ينكرون أنها تفضل منه جل شأنه وإحسان وترحم وامتنان وعساك تسمع في هذا كلاما
(٣٩٧)
التالي
الاولى ١
٤١٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 في الخطبة 1
2 في المقدمة. 1
3 في تعريف علم الحديث. 1
4 في تثليث أنواع الخبر المعتبر. 2
5 في شرائط قبول الخبر. 3
6 في كلام العلامة. 4
7 في الاكتفاء بالعدل الواحد في تزكية الراوي 4
8 في الاعتبار بوقت الأداء لا وقت تحمل الخبر. 5
9 في تحقيق محمد بن إسماعيل. 7
10 في أسماء الرجال المشتركة 8
11 في مسلك المصنف. 11
12 في علامة الكتب الأربعة. 12
13 في ترتيب الكتاب. 12
14 في معنى الآية الكريمة. 13
15 في معنى المرفق 14
16 في حكم الكعبين. 15
17 في الترتيب 16
18 في مسح الرجلين. 19
19 في كيفية الوضوء. 25
20 في مس المصحف. 31
21 في المسح على الخفين. 34
22 في كلام الشهيد في الذكرى. 36
23 في ما ظن أنه ناقص. 37
24 في آداب الخلوة. 39
25 في موجبات الجنابة 41
26 في موجبات الوضوء. 44
27 في كيفية الغسل الجنابة. 46
28 في الحيض. 49
29 في قوله تعالى من حيث امركم الله. 50
30 في أحكام الحائض. 54
31 في الاستحاضة 58
32 في النفاس 59
33 في غسل الأموات. 60
34 في آداب التشييع. 65
35 في ما دل على التيمم. 69
36 في كيفية التيمم. 76
37 في وجدان الماء للتيمم. 78
38 في احكام المياه. 79
39 في الجواب عن أبي حنيفة 80
40 في ماء الحمام والمطر والمتغير 83
41 في حكم ماء الأسئار. 86
42 في شرح حديث علي بن جعفر عليه السلام. 87
43 في احكام النجاسات. 88
44 في الدم والمني 90
45 في قوله تعالى (ولا تقربوا المسجد الحرام) 91
46 في وجه تسمية الخمر والميسر. 95
47 في كيفية تطهير الأرض والشمس للأشياء. 100
48 في فائدة تخوية. 102
49 في معنى لفظ (اجل) 104
50 بسم الله الرحمن الرحيم فهرس شرح رسالة الكر للعلامة المحقق الأستاذ المجدد البهبهاني رضوان الله عليه في الخطبة 107
51 في المقدمة 107
52 في تعريف الكر 108
53 في معنى مساحة الجسم 108
54 في التحديد بالوزن 109
55 في تحديد الكر بحسب المساحة 109
56 في الصور المتصورة في الكر 110
57 في الاشكال الهندسية في طريق ضربها 112
58 في مساحة الحوض المستدير 113
59 رسالة الكر للمحقق البهبهاني رحمه الله في عدم انفعال الكثير 115
60 في تحديد الكر بحسب المساحة 116
61 في ثلاثة أشبار وتثليثها 116
62 في الرطل العراقي 117
63 في كلام ابن الجنيد 117
64 في بيان التفاضل بين التحديدين 118
65 رسالة العروة الوثقى في الخطبة 119
66 في المقدمة 120
67 في تفسير الفاتحة 120
68 في أن الضحى والم نشرح سورتان 121
69 في وجه تسمية الحمد بالفاتحة 122
70 في بيان معنى أم الكتاب 122
71 في معنى سبع المثاني 123
72 في جزئية البسملة 124
73 في معنى الاسم لغة 126
74 في تفسير لفظ الجلالة 127
75 في معنى الرحمة 129
76 في تقديم الرحمن على الرحيم 130
77 في معنى الرب 132
78 في معنى العالم 132
79 في تفسير مالك يوم الدين 133
80 في معنى العبادة والاستعانة 135
81 في معنى الهداية 139
82 في معنى الصراط 140
83 في معنى الانعام 141