شرح مسلم - النووي - ج ١٦ - الصفحة ١٩١
السابق
وخلق سمعه وبصره وجلده ولحمه وعظمه وكونه ذكرا أم أنثى وذلك إنما يكون في الأربعين الثالثة وهي مدة المضغة وقبل انقضاء هذه الأربعين وقبل نفخ الروح فيه لان نفخ الروح لا يكون إلا بعد تمام صورته وأما قوله في إحدى الروايات فإذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكا فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها ثم قال يا رب أذكر أم أنثى فيقضي ربك ما شاء ويكتب الملك ثم يقول يا رب أجله فيقول ربك ما شاء ويكتب الملك وذكر رزقه فقال القاضي وغيره ليس هو على ظاهره ولا يصح حمله على ظاهره بل المراد بتصويرها وخلق سمعها إلى آخره انه يكتب ذلك ثم يفعله في وقت آخر لان التصوير عقب الأربعين الأولى غير موجود في العادة وإنما يقع في الأربعين الثالثة وهي مدة المضغة كما قال الله تعالى ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم يكون للملك فيه تصوير آخر وهو وقت نفخ الروح عقب الأربعين الثالثة حين يكمل له أربعة اشهر واتفق العلماء على أن نفخ الروح لا يكون إلا بعد أربعة اشهر ووقع في رواية للبخاري إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين ثم يكون علقة مثله ثم يكون مضغة مثله ثم يبعث إليه الملك فيؤذن بأربع كلمات فيكتب رزقه وأجله وشقي أو سعيد ثم ينفخ فيه فقوله ثم يبعث بحرف ثم يقتضي تأخير كتب الملك هذه الأمور إلى ما بعد الأربعين الثالثة والأحاديث الباقية تقتضي الكتب بعد الأربعين الأولى وجوابه ان قوله ثم يبعث إليه الملك فيؤذن فيكتب معطوف على قوله يجمع في بطن أمه ومتعلق به لا بما قبله وهو قوله ثم يكون مضغة مثله ويكون قوله ثم يكون علقة مثله ثم يكون مضغة مثله معترضا بين المعطوف والمعطوف عليه وذلك جائز موجود في القرآن والحديث الصحيح وغيره من كلام العرب قال القاضي وغيره والمراد بارسال الملك في هذه الأشياء أمره بها وبالتصرف فيها بهذه الافعال وإلا فقد صرح في الحديث بأنه موكل بالرحم وانه يقول يا رب نطفة يا رب علقة قال القاضي وقوله في حديث أنس وإذا أراد الله أن يقضي خلقا قال يا رب أذكر أم أنثى شقي أم سعيد لا يخالف ما قدمناه ولا يلزم منه أن يقول ذلك بعد المضغة بل ابتداء للكلام وإخبار عن حالة أخرى فأخبر أولا بحال الملك مع النطفة ثم أخبر أن الله تعالى إذا أراد إظهار خلق النطفة علقة كان كذا وكذا ثم المراد بجميع ما ذكر من الرزق والأجل
(١٩١)
التالي
الاولى ١
٢٢٧ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 فضائل فاطمة رضي الله تعالى عنها 2
2 فضائل أم سلمة رضي الله تعالى عنها 7
3 فضائل زينب أم المؤمنين رضي الله عنها 8
4 فضائل أم أيمن رضي الله عنها 9
5 فضائل أم سليم أم أنس بن مالك وبلال رضي الله تعالى عنها 10
6 فضائل عبد الله بن مسعود وأمه رضى الله عنهما 14
7 فضائل أبي بن كعب وجماعة من الأنصار رضى الله عنهم 19
8 فضائل سعد بن معاذ رضى الله عنه 22
9 فضائل أبي دجانة سماك بن خرشة رضى الله عنه 24
10 فضائل جليبيب رضى الله عنه 26
11 فضائل أبي ذر رضي الله تعالى عنه 27
12 فضائل جرير بن عبد الله رضى الله عنه 34
13 فضائل عبد الله بن عباس رضى الله عنهما 37
14 فضائل ابن عمر رضى الله عنه 38
15 فضائل أنس بن مالك رضي الله عنه 39
16 فضائل عبد الله بن سلام رضى الله عنه 41
17 فضائل حسان بن ثابت رضى الله عنه 45
18 فضائل أبي هريرة رضى الله عنه 52
19 فضائل حاطب بن أبي بلتعة وأهل بدر رضى الله تعالى عنهما 55
20 فضائل أصحاب الشجرة رضي الله تعالى عنهما 58
21 فضائل أبي موسى و أبي عامر الأشعريين 58
22 فضائل الأشعريين رضى الله عنهم 61
23 فضائل أبي سفيان صخر بن حرب رضى الله عنه 62
24 فضائل جعفر وأسماء بنت عميس وأهل سفينتهم رضى الله عنهم 64
25 فضائل سلمان وبلال وصهيب رضى الله عنهم 66
26 فضائل الأنصار رضى الله عنهم 67
27 فضائل غفار وأسلم وجهينة وأشجع ومزينة وتميم ودوس وطيء 71
28 باب خيار الناس 77
29 باب من فضائل نساء قريش 79
30 مؤاخاة النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه رضى الله عنهم 80
31 فضل الصحابة رضى الله عنهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم 82
32 بيان معنى قوله صلى الله عليه وسلم على رأس مائة سنة لا يبقى نفس منفوسة ممن هو موجود الآن 88
33 تحريم سب الصحابة 91
34 فضائل أويس القرني رضى الله تعالى عنه 93
35 وصية النبي صلى الله عليه وسلم بأهل مصر 95
36 فضل أهل عمان 97
37 ذكر كذاب ثقيف ومبيرها 97
38 باب فضل فارس 99
39 قوله صلى الله عليه وسلم الناس كابل مائة لا تجد فيها راحلة 100
40 كتاب البر والصلة والآداب 101
41 باب بر الوالدين 101
42 تقديم الوالدين على التطوع بالصلاة وغيرها 104
43 فضل صلة أصدقاء الأب والام ونحوها 108
44 تفسير البر والاثم 109
45 صلة الرحم وتحريم قطيعتها 111
46 تحريم التحاسد والتباغض والتدابر 114
47 تحريم الهجرة فوق ثلاثة أيام بلا عذر شرعي 116
48 تحريم الظن والتجسس والتنافس والتناجش ونحوها 117
49 تحريم ظلم المسلم وخذله واحتقاره ودمه وعرضه وماله 119
50 النهي عن الشحناء 121
51 فضل الحب في الله تعالى 122
52 فضل عيادة المريض 123
53 ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض أو حزن أو نحو ذلك حتى الشوكة يشاكها 125
54 تحريم الظلم 131
55 نصر الأخ ظالما أو مظلوما 136
56 تراحم المؤمنين وتعاطفهم وتعاضدهم 138
57 النهي عن السباب 139
58 استحباب العفو والتواضع 140
59 تحريم الغيبة 141
60 بشارة من ستر الله عليه في الدنيا بأن يستر عليه في الآخرة 142
61 مداراة من يتقى فحشه 143
62 فضل الرفق 144
63 النهي عن لعن الدواب وغيرها 146
64 باب من لعنه النبي صلى الله عليه وسلم أو سبه أو دعا عليه وليس هو أهلا لذلك 149
65 ذم ذي الوجهين وتحريم فعله 155
66 تحريم الكذب وبيان ما يباح منه 156
67 تحريم النميمة 158
68 قبح الكذب وحسن الصدق وفضله 159
69 فضل من يملك نفسه عند الغضب 160
70 باب خلق الانسان خلقا لا يتمالك 163
71 النهي عن ضرب الوجه 164
72 الوعيد الشديد لمن عذب الناس بغير حق 166
73 النهي عن الإشارة بالسلام إلى مسلم 168
74 فضل إزالة الأذى عن الطريق 170
75 تحريم تعذيب الهرة ونحوها من الحيوان الذي لا يؤذي 171
76 تحريم الكبر 172
77 النهي عن تقنيط الانسان من رحمة الله تعالى 173
78 فضل الضعفاء والخاملين 173
79 النهي عن قول هلك الناس 174
80 الوصية بالجار والاحسان إليه 175
81 استحباب طلاقة الوجه عند اللقاء 176
82 استحباب الشفاعة فيما ليس بحرام 176
83 استحباب مجالسة الصالحين 177
84 فضل الاحسان إلى البنات 178
85 فضل من يموت له ولد فيحتسبه 179
86 محبة الله تعالى للعبد 182
87 الأرواح جنود مجندة 184
88 المرء مع من أحب 185
89 كتاب القدر 188
90 كيفية خلق الآدمي في بطن أمه وكتابة رزقه وأجله وعمله وشقاوته وسعادته 188
91 حجاج آدم وموسى صلى الله تعالى عليهما وسلم 199
92 تصريف الله تعالى القلوب كيف يشاء 203
93 باب كل شئ بقدر 203
94 باب قدر على ابن آدم حظه من الزنا وغيره 204
95 معنى كل مولود يولد على الفطرة وحكم موتى أطفال الكفار وأطفال المسلمين 206
96 بيان أن الآجال والأرزاق لا تزيد ولا تنقص 211
97 كتاب العلم 215
98 باب رفع العلم وقبضه وظهور الجهل والفتن في آخر الزمان 220
99 باب من سن سنة حسنة أو سيئة ومن دعا إلى هدى أو ضلالة 225