شرح مسلم - النووي - ج ١٢ - الصفحة ١١٤
السابق
والصحيح المعروف الأول قال القاضي واختلفوا في إسلامه فقال الطبري أسلم وعمر عمرا طويلا وقال غيرهم لم يسلم [وفى صحيح البخاري أن الذي أهداها له ملك أيلة واسم ملك أيله فيما ذكره بن إسحاق يحنة بن روبة والله أعلم فإن قيل ففي هذا الحديث قبوله (صلى الله عليه وسلم) هدية الكافر وفي الحديث الآخر هدايا العمال غلول مع حديث ابن اللتبية عامل الصدقات وفي الحديث الآخر أنه رد بعض هدايا المشركين وقال إنا لا نقبل زبد المشركين أي رفدهم فكيف يجمع بين هذه الأحاديث قال القاضي رضي الله تعالى عنه قال بعض العلماء أن هذه الأحاديث ناسخة لقبول الهدية قال وقال الجمهور لا نسخ بل سبب القبول أن النبي (صلى الله عليه وسلم) مخصوص بالفئ الحاصل بلا قتال بخلا ف غيره فقبل النبي (صلى الله عليه وسلم) ممن طمع في إسلامه وتأليفه لمصلحة يرجوها للمسلمين وكافأ بعضهم ورد هدية من لم يطمع في إسلامه ولم يكن في قبولها مصلحة لأن الهدية توجب المحبة والمودة وأما غير النبي (صلى الله عليه وسلم) من العمال والولاة فلا يحل له قبولها لنفسه عند جمهور العلماء فإن قبلها كانت فيئا للمسلمين فإنه لم يهدها إليه إلا لكونه إمامهم وإن كانت من قوم هو محاصرهم فهي غنيمة قال القاضي وهذا قول الأوزاعي] ومحمد بن الحسن وابن القاسم وابن حبيب وحكاه ابن حبيب عمن لقيه من أهل العلم وقال آخرون هي للإمام خالصة به قال أبو يوسف وأشهب وسحنون وقال الطبري إنما رد النبي (صلى الله عليه وسلم) من هدايا المشركين ما علم أنه أهدى له في خاصة نفسه وقيل ما كان خلاف ذلك مما فيه استئلاف المسلمين قال ولا يصح قول من ادعى النسخ قال وحكم الأئمة بعد إجراؤها مجرى مال الكفار من الفئ أو الغنيمة بحسب اختلاف الحال وهذا معنى هدايا العمال غلول أي إذا خصوا بها أنفسهم لأنها لجماعة المسلمين بحكم الفئ والغنيمة [قال القاضي وقيل إنما قبل النبي (صلى الله عليه وسلم) هدايا كفار أهل الكتاب ممن كان على النصرانية كالمقوقس وملوك الشام فلا معارضة بينه وبين قوله (صلى الله عليه وسلم) لا يقبل زبد المشركين وقد أبيح لنا ذبائح أهل الكتاب ومناكحتهم بخلاف المشركين عبدة الأوثان هذا آخر كلام القاضي عياض] وقال أصحابنا متى أخذ القاضي أو العامل هدية محرمة لزمه ردها إلى مهديها فإن لم يعرفه وجب عليه أن يجعلها في بيت المال والله أعلم قوله (ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) على بغلة له بيضاء) [قال العلماء ركوبه (صلى الله عليه وسلم) البغلة في موطن الحرب وعند اشتداد الناس هو النهاية في الشجاعة والثبات
(١١٤)
التالي
الاولى ١
٢٤٥ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب الأقضية 2
2 اليمين على المدعى عليه 2
3 وجوب الحكم بشاهد ويمين 4
4 قضية هند 7
5 النهي عن كثرة المسائل من غير حاجة 10
6 بيان أجر الحاكم إذا اجتهد فأصاب أو أخطأ 13
7 كرامة قضاء القاضي وهو غضبان 15
8 نقض الاحكام الباطلة ورد محدثات الأمور 16
9 بيان خير الشهود 16
10 اختلاف المجتهدين 18
11 استحباب اصلاح الحاكم بين الخصمين 19
12 كتاب اللقطة 20
13 تحريم حلب الماشية بغير اذن مالكها 28
14 الضيافة ونحوها 30
15 استحباب المواساة بفضول المال 33
16 استحباب خلط الأزواد إذا قلت والمواساة فيها 34
17 كتاب الجهاد والسير 35
18 جواز الإغارة على الكفار الذين بلغتهم دعوة الاسلام 35
19 تأمير الامام الامراء على البعوث 37
20 تحريم القدر 43
21 جواز الخداع في الحرب 45
22 كراهة تمني لقاء العدو والامر بالصبر عند اللقاء 45
23 استحباب الدعاء بالنصر عند لقاء العدو 47
24 تحريم قتل النساء والصبيان في الحرب 48
25 جواز قتل النساء والصبيان في البيات من غير تعمد 49
26 جواز قطع أشجار الكفار وتحريقها 50
27 تحليل الغنائم لهذه الأمة خاصة 51
28 باب الأنفال 53
29 استحقاق القاتل سلب القتيل 57
30 التنفيل وفداء المسلمين بالأسارى 67
31 حكم الفيء 69
32 كيفية قسمة الغنيمة بين الحاضرين 81
33 الامداد بالملائكة في غزوة البدر وإباحة الغنائم 82
34 ربط الأسير وحبسه وجواز المن عليه 85
35 أجلاء اليهود من الحجاز 88
36 جواز قتال من نقض العهد 90
37 المبادرة بالغزو وتقدم أهم الامرين المتعارضين 95
38 جواز الاكل من طعام الغنيمة في دار الحرب 100
39 كتب النبي صلى الله تعالى عليه وسلم 101
40 غزوة حنين 111
41 غزوة الطائف 120
42 غزوة بدر 122
43 فتح مكة 124
44 صلح الحديبية 133
45 الوفاء بالعهد 142
46 غزوة الأحزاب 143
47 غزوة أحد 145
48 اشتداد غضب الله على من قتله رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم 148
49 ما لقي النبي صلى الله عليه وسلم من أذى المشركين والمنافقين 149
50 باب من قتل أبي جهل وكعب بن الأشرف 158
51 غزوة خيبر 161
52 غزوة الأحزاب " وهي الخندق " 169
53 غزوة ذي قرد وغيرها 171
54 قول الله تعالى وهو الذي كف أيديهم عنكم الآية 185
55 غزوة النساء مع الرجال 185
56 النساء الغازيات 188
57 عدد غزوات النبي صلى الله تعالى عليه وسلم 193
58 غزوة ذات الرقاع 195
59 كراهة الاستعانة في الغزو بكافر الا لحاجة 196
60 كتاب الامارة 197
61 الخلافة في قريش 197
62 الاستخلاف وتركه 202
63 النهى عن طلب الامارة والحرص عليها 205
64 كراهة الامارة بغير ضرورها 207
65 فضيلة الأمير العادل وعقوبة الجائر والحث على الرفق 209
66 غلظ تحريم الغلول 214
67 تحريم هدايا العمال 216
68 وجوب طاعة الامراء في غير معصية 220
69 الامام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به 228
70 وجوب الوفاء ببيعة الخليفة 229