شرح مسلم - النووي - ج ١٢ - الصفحة ١٨
السابق
باب اختلاف المجتهدين فيه حديث أبي هريرة في قضاء داود وسليمان (صلى الله عليه وسلم) في الولدين اللذين أخذ الذئب أحدهما فتنازعته أماهما فقضى به داود للكبرى فلما مرتا بسليمان قال أقطعه بينكما نصفين فاعترفت به الصغرى للكبرى بعد أن قالت الكبرى اقطعه فاستدل سليمان بشفقة الصغرى على أنها أمه وأما الكبرى فما كرهت ذلك بل أرادته لتشاركها صاحبتها في المصيبة بفقد ولدها قال العلماء يحتمل أن داود (صلى الله عليه وسلم) قضى به للكبرى لشبه رآه فيها أو أنه كان في شريعته الترجيح بالكبير أو لكونه كان في يدها وكان ذلك مرجحا في شرعه وأما سليمان فتوصل بطريق من الحيلة والملاطفة إلى معرفة باطن القضية فأوهمهما أنه يريد قطعة ليعرف من يشق عليها قطعة فتكون هي أمه فلما أرادت الكبرى قطعة عرف أنها ليست أمه فلما قالت الصغرى ما قالت عرف أنها أمه ولم يكن مراده أنه يقطعه حقيقة وإنما أراد اختبار شفقتهما لتتميز له الأم فلما تميزت بما ذكرت عرفها ولعله استقر الكبرى فأقرت بعد ذلك به للصغرى فحكم للصغرى بالإقرار لا بمجرد الشفقة المذكورة قال العلماء ومثل هذا يفعله الحكام ليتوصلوا به إلى حقيقة الصواب بحيث إذا انفرد ذلك لم يتعلق به حكم فإن قيل كيف حكم سليمان بعد حكم داود في القصة الواحدة ونقض حكمه والمجتهد لا ينقض حكم المجتهد فالجواب من أوجه مذكورة أحدها أن داود لم يكن جزم بالحكم والثاني أن يكون ذلك فتوى من داود لا حكما والثالث لعله كان في شرعهم فسخ الحكم إذا رفعه الخصم إلى حاكم آخر يرى خلافة والرابع أن سليمان فعل ذلك حيلة إلى اظهار الحق وظهور الصدق فلما أقرت به الكبرى عمل باقرارها وإن كان بعد الحكم كما إذا اعترف المحكوم له بعد الحكم أن الحق هنا لخصمه قوله (فقالت الصغرى لا يرحمك الله هو ابنها) معناه لا تشقه وتم
(١٨)
التالي
الاولى ١
٢٤٥ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب الأقضية 2
2 اليمين على المدعى عليه 2
3 وجوب الحكم بشاهد ويمين 4
4 قضية هند 7
5 النهي عن كثرة المسائل من غير حاجة 10
6 بيان أجر الحاكم إذا اجتهد فأصاب أو أخطأ 13
7 كرامة قضاء القاضي وهو غضبان 15
8 نقض الاحكام الباطلة ورد محدثات الأمور 16
9 بيان خير الشهود 16
10 اختلاف المجتهدين 18
11 استحباب اصلاح الحاكم بين الخصمين 19
12 كتاب اللقطة 20
13 تحريم حلب الماشية بغير اذن مالكها 28
14 الضيافة ونحوها 30
15 استحباب المواساة بفضول المال 33
16 استحباب خلط الأزواد إذا قلت والمواساة فيها 34
17 كتاب الجهاد والسير 35
18 جواز الإغارة على الكفار الذين بلغتهم دعوة الاسلام 35
19 تأمير الامام الامراء على البعوث 37
20 تحريم القدر 43
21 جواز الخداع في الحرب 45
22 كراهة تمني لقاء العدو والامر بالصبر عند اللقاء 45
23 استحباب الدعاء بالنصر عند لقاء العدو 47
24 تحريم قتل النساء والصبيان في الحرب 48
25 جواز قتل النساء والصبيان في البيات من غير تعمد 49
26 جواز قطع أشجار الكفار وتحريقها 50
27 تحليل الغنائم لهذه الأمة خاصة 51
28 باب الأنفال 53
29 استحقاق القاتل سلب القتيل 57
30 التنفيل وفداء المسلمين بالأسارى 67
31 حكم الفيء 69
32 كيفية قسمة الغنيمة بين الحاضرين 81
33 الامداد بالملائكة في غزوة البدر وإباحة الغنائم 82
34 ربط الأسير وحبسه وجواز المن عليه 85
35 أجلاء اليهود من الحجاز 88
36 جواز قتال من نقض العهد 90
37 المبادرة بالغزو وتقدم أهم الامرين المتعارضين 95
38 جواز الاكل من طعام الغنيمة في دار الحرب 100
39 كتب النبي صلى الله تعالى عليه وسلم 101
40 غزوة حنين 111
41 غزوة الطائف 120
42 غزوة بدر 122
43 فتح مكة 124
44 صلح الحديبية 133
45 الوفاء بالعهد 142
46 غزوة الأحزاب 143
47 غزوة أحد 145
48 اشتداد غضب الله على من قتله رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم 148
49 ما لقي النبي صلى الله عليه وسلم من أذى المشركين والمنافقين 149
50 باب من قتل أبي جهل وكعب بن الأشرف 158
51 غزوة خيبر 161
52 غزوة الأحزاب " وهي الخندق " 169
53 غزوة ذي قرد وغيرها 171
54 قول الله تعالى وهو الذي كف أيديهم عنكم الآية 185
55 غزوة النساء مع الرجال 185
56 النساء الغازيات 188
57 عدد غزوات النبي صلى الله تعالى عليه وسلم 193
58 غزوة ذات الرقاع 195
59 كراهة الاستعانة في الغزو بكافر الا لحاجة 196
60 كتاب الامارة 197
61 الخلافة في قريش 197
62 الاستخلاف وتركه 202
63 النهى عن طلب الامارة والحرص عليها 205
64 كراهة الامارة بغير ضرورها 207
65 فضيلة الأمير العادل وعقوبة الجائر والحث على الرفق 209
66 غلظ تحريم الغلول 214
67 تحريم هدايا العمال 216
68 وجوب طاعة الامراء في غير معصية 220
69 الامام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به 228
70 وجوب الوفاء ببيعة الخليفة 229