شرح مسلم - النووي - ج ١١ - الصفحة ١٧٦
السابق
بالغرة معنى زائدا على شخص العبد والأمة لما ذكرها ولاقتصر على قوله عبد أو أمة هذا قول أبي عمرو وهو خلاف ما اتفق عليه الفقهاء أنه تجزي فيها السوداء ولا تتعين البيضاء وإنما المعتبر عندهم أن تكون قيمتها عشر دية الأم أو نصف عشر دية الأب قال أهل اللغة الغرة عند العرب أنفس الشئ وأطلقت هنا على الإنسان لأن الله تعالى خلقه في أحسن تقويم وأما ما جاء في بعض الروايات في غير الصحيح بغرة عبد أو أمة أو فرس أو بغل فرواية باطلة وقد أخذ بها بعض السلف وحكى عن طاوس وعطاء ومجاهد أنها عبد أو أمة أو فرس وقال داود كل ما وقع عليه اسم الغرة يجزى واتفق العلماء على أن دية الجنين هي الغرة سواء كان الجنين ذكرا أو أنثى قال العلماء وإنما كان كذلك لأنه قد يخفى فيكثر فيه النزاع فضبطه الشرع بضابط يقطع النزاع وسواء كان خلقه كامل الأعضاء أم ناقصها أو كان مضغة تصور فيها خلق آدمي ففي كل ذلك الغرة بالإجماع ثم الغرة تكون لورثته على مواريثهم الشرعية وهذا شخص يورث ولا يرث ولا يعرف له نظير إلا من بعضه حر وبعضه رقيق فإنه رقيق لا يرث عندنا وهل يورث فيه قولان أصحهما ورث وهذا مذهبنا ومذهب الجماهير وحكى القاضي عن بعض العلماء أن الجنين كعضو من أعضاء الأم فتكون ديته لها خاصة واعلم أن المراد بهذا كله إذا انفصل الجنين ميتا أما إذا انفصل حيا ثم مات فيجب فيه كمال دية الكبير فإن كان ذكرا وجب مائة بعير وإن كان أنثى فخمسون وهذا مجمع عليه وسواء في هذا كله العمد والخطأ ومتى وجبت الغرة فهي على العاقلة لا على الجاني هذا مذهب الشافعي وأبي حنيفة وسائر الكوفيين رضي الله عنهم وقال مالك والبصريون تجب على الجاني وقال الشافعي وآخرون يلزم الجاني الكفارة وقال بعضهم لا كفارة عليه وهو مذهب مالك وأبي حنيفة رضي الله عنهما والله أعلم قوله (قضى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في جنين امرأة من بني لحيان سقط ميتا بغرة عبد أو أمة ثم أن المرأة التي قضى عليها بالغرة توفيت فقضى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بأن ميراثها لبنيها وزوجها وأن العقل على عصبتها)
(١٧٦)
التالي
الاولى ١
٢٢٦ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب تحريم بيع الخمر 2
2 تحريم الميتة والخنزير والأصنام 6
3 باب الربا 8
4 باب أخذ الحلال وترك الشبهات 27
5 بيع البعير واستثناء ركوبه 30
6 جواز اقتراض الحيوان 36
7 جواز بيع الحيوان بالحيوان متفاضلا 39
8 الرهن وجوازه في الحضر كالسفر 39
9 باب السلم 41
10 تحريم الاحتكار في الأقوات 43
11 النهي عن الحلف في البيع 44
12 باب الشفعة 45
13 باب غرز الخشب في جدار الجار 47
14 تحريم الظلم وغصب الأرض وغيرها 48
15 كتاب الفرائض 51
16 كتاب الهبات 62
17 تحريم الرجوع في الصدقة والهبة بعد القبض 63
18 كراهة تفضيل بعض الأولاد في الهبة 64
19 باب العمرى 67
20 كتاب الوصية 72
21 وصول ثواب الصدقات إلى الميت 81
22 ما يلحق الانسان من الثواب بعد وفاته 83
23 باب الوقف 84
24 كتاب النذر 94
25 كتاب الايمان 102
26 النهي عن الحلف بغير الله 102
27 ندب من حلف يمينا فرأى غيرها خيرا منها أن يأتي الذي هو خير ويكفر عن يمينه 106
28 اليمين على نية المستحلف 114
29 الاستثناء في اليمين وغيرها 115
30 نذر الكافر وما يفعل فيه إذا أسلم 121
31 صحبة المماليك 124
32 جواز بيع المدبر 138
33 كتاب القسامة 140
34 باب حكم المحاربين والمرتدين 150
35 ثبوت القصاص في القتل بالحجر وغيره وقتل الرجل بالمرأة 154
36 من أتلف عضو الصائل في سبيل الدفاع عن النفس 156
37 اثبات القصاص في الأسنان وما في معناها 159
38 ما يباح به دم المسلم 161
39 بيان اثم من سن القتل 163
40 تغليظ تحريم الدماء والاعراض والأموال 164
41 صحة الاقرار بالقتل 169
42 دية الجنين ووجوب الدية في قتل الخطأ 172
43 كتاب الحدود 177
44 حد السرقة ونصابها 177
45 قطع السارق الشريف وغيره والنهي عن الشفاعة في الحدود 183
46 باب حد الزنا 185
47 حد الخمر 212
48 قدر أسواط التعزير 218
49 باب الحدود كفارات لأهلها 219
50 جرح العجماء والمعدن والبئر جبار 222